الصداقات المزعجة... كيف تتعاملين معها؟
اليسار حبيب
Tuesday, 27-Nov-2012 23:57
«الصداقة كنز لا يفنى»... «الصديق وقت الضيق»، وغيرها الكثير من الأمثال الشعبية والعبارات التي تتردد على أفواهنا مرّات عدّة لتؤكد على أهمية الصداقات في حياة كلّ انسان. فالصديق يأخذ أحياناً حيّزاً كبيراً في حياتنا ويحتلّ مكانة خاصة فيها تتخطى مكانة الأقرباء الذين تربطنا بهم روابط الدم. ولكن ماذا لو عكّرت بعض الصداقات المزعجة حياتك؟
لا يقدر أيّ كان أن يعيش معزولاً عن الآخرين، فحتى أشد الأشخاص "وحدةً" يبحث عن صديق يشاطره الأفكار والآراء، يخفف عنه الهموم ويتشارك معه الأفراح. ولكن لكلّ صديق طريقته الخاصة في التصرّف، فمنهم من نرتاح لصداقته ومنهم من نتمنى لو أننا ما عرفناه يوماً لما يتسبب لنا من إحراج في طريقة كلامه وتصرّفاته.

وحيال هذا الموقف تقع الكثير من النساء في حيرة من أمرهن، هل يواجهن صديقاتهن المزعجات بالحقيقة وبالتالي يتخلين عن هذه الصداقة؟ أو يهملن الإحراج ويحافظن على هذه الصداقة؟ وأيّ نوع من الصداقات يدوم أكثر؟

لكل صداقة طريقة

في هذا الإطار، ألقت دراسة برازيلية صادرة عن رابطة الصداقة المشتركة في مدينة ساو باولو وأعدها خبراء اجتماعيون في عدد من دول أمريكا اللاتينية، الضوء على أنواع من الصداقات والإحراجات التي يسببها الأصدقاء لبعضهم البعض، وطرق التعامل مع الأصدقاء المحرجين، وأشارت الدراسة الى كيفية التصرف لتجنب فقدان الصداقة مع مع من نحبهم.

وتطرقت الدراسة الى أولى أنواع الصداقات وهي "الصداقة الحساسة"، التي يتنافس فيها الأصدقاء للظهور بشكل أفضل وبصورة أجمل أمام الآخرين. وهذا النوع من الصداقات هو أقرب الى علاقة الزمالة ومن الصعب أن يتحوّل الى صداقة وطيدة، لأن المنافسة ستصل إلى حدها الأقصى في موقف ما، فينسحب أحد الصديقين من هذه العلاقة.

الصداقة المتينة

أما النوع الثاني من الصداقات والتي تطرقت اليها الدراسة، فهي "الصداقة الوطيدة" أو "الصداقة المقربة" وهي تلك التي يحرص الانسان على الحفاظ عليها ويعمل المستحيل لتفادي قطع أواصرها. ولكن أحياناً قد تواجه هذه الصداقة المتينة بعض المواقف السلبية التي تؤدي الى خلافات بين الصديقين، وتؤثر سلباً عليهما.

وفي هذه الظروف، على الانسان أن يتصرف بحنكة وحكمة وعليه أن يكون صادقاً مع الآخر وصريحاً معه فيخبره بما يضايقه بكل هدوء ورويّة، وفي المقابل على الآخر أن يتفهم كلام صديقه ولا يحرّفه، بل يتقبله ويحترم صراحته. فالصداقة المتينة هي الصداقة القائمة على الصراحة.

الصداقة المحرجة

أما النوع الأخير من الصداقات التي شملتها الدراسة فهي الصداقة المحرجة والتي تسبب الإحراج لأحد الأصدقاء. وقد ركّز قسم كبير من الدراسة على علاقات الصداقة التي تجمع بين النساء، فعددت أنواعاً من الصديقات المحرجات وبعض المواقف التي تتعرضن اليها، ووضعت نصائح تساعدك في التعامل بدبلوماسية تفادياً لأيّ خلافات وحرصاً على ديمومة الصداقة. وهذه بعض المواقف والنصائح المؤاتية لها:

1 - الزيارات غير المتفق عليها: في بعض الأحيان تكونين في منزلك تسترخين، أو تشاهدين فيلماً مع أفراد عائلتك مرتديةً ملابس النوم، وفجأة، تقرع إحدى صديقاتك الباب عليك ومن دون أي إنذار مسبق بقدومها، فما الحلّ؟

وطبعاً من الصعب ومن المحرج رفض استقبالها من جهة، ومن المزعج كذلك قضاء وقت معها من دون أن ترغبي. لذا استقبليها لبعض الوقت وافهمي سبب زيارتها المفاجئة، وإذا لم يكن الأمر هاماً أخبريها على طريقتك الخاصة بأنك متعبة وبأنك تفضلين متابعة الحديث في اليوم التالي.

2 - الألفاظ غير اللائقة: من الممكن أن تكون لك صديقة اعتادت على التفوّه بألفاظ وأقوال غير لائقة، ومن الطبيعي أن تزعجك هذه الألفاظ وتحرجك. ولكن كيف تتصرفين في مثل هذه الحالة؟ وكيف تنصحينها بترك هذه العادة؟ إنّ النصيحة هنا مفيدة دائمًا خصوصاً إذا شعر الآخر بأنها في مصلحته.

لذلك، يمكنك التظاهر بأنك لم تسمعي هذه الألفاظ، ولكن إذا زادت عن حدّها وباتت تشكّل جزءاً أساسياً من شخصية صديقتك، فأخبريها بأنك لا ترتاحين لمثل هذه الأقاويل وبأنها تعكس واقعاً مغايراً لشخصيتها وبأنها تؤثر سلباً على نظرة المجتمع اليها واليك وتضرّ سلباً بسمعتها.

3 - العلاقة الحميمة: بعض الصديقات يشعرن بالرغبة في إطلاع صديقاتهن على علاقتهن الحميمة مع أزواجهن، وهذا الحديث قد يحرج الأخريات. وإذا تعرضت لمثل هذا الموقف، فيمكنك الاستماع الى صديقتك وأخبارها العاطفية ولكن من دون مبادلتها الحديث علّها تملَ من إخبارك أسرارها الحميمة.

لكن إذا استمرت في الكلام وبلغت حدّاً مزعجاً، فبإمكانك وبطريقة ممازحة أن تخبريها بأنك تشعرين بالخجل، أو حتى يمكنك إقناعها بأن هذا الأمر من المفترض أن يبقى سرّاً بينها وبين زوجها ولا يجوز إطلاع الآخرين عليه.

4 - الصوت المرتفع: بعض الصديقات يتكلّمن ويضحكن بصوت مرتفع في كل الظروف والمناسبات، ومن الممكن أن يسبب ذلك إحراجاً بالنسبة اليك. ولكن من الصعب تغيير هذه العادة لدى الأخريات، إذ يكون الضحك بصوت مرتفع تعمّق في شخصيتهن. وبما أن ذلك يزعجك، فتجنبي إطلاق النكات معها بل ركزي على الأحاديث الجديّة.

ولكن إذا حوّلت الجدّ الى مزاح فبإمكانك تنبيهها بأن الآخرين منزعجون من صوتها المرتفع، من دون ان التلميح لها بأنك أنت منزعجة ايضاً. كما يمكنك تقديم النصائح المفيدة اليها وإخبارها بأن التكلم بصوت منخفض هو من سمات الأنوثة في المرأة.

5 - الثرثرة : وما يشاع عامة هو أنّ النساء يرغبن في الثرثرة على الآخرين وتناول حياتهم وشؤونهم الخاصة، فتنسى المرأة حياتها الخاصة وأمورها الشخصية لتنتقد غيرها وطريقة تصرفها في بعض المواقف. وإذا كنت من النساء اللواتي ينفرن من هذه الأحاديث، حاولي تغيير الموضوع ما ان تدخل صديقتك في دائرة انتقاد غيرها، وأخبريها بأن لكل انسان حياته الخاصة وحريته في التصرف ولا يجوز لأيّ أحد انتقاد سواه.

كما يمكنك أن تثيري في صديقتك روح التحدي في إيجاد الحلول لمشاكل الآخرين، بدلاً من الحديث عنهم بالسوء، وإفهامها بأن ما هو مقبول لدى البعض غير مقبول عند البعض الآخر.
الأكثر قراءة