عبير نعمة: بين ألحان مارسيل خليفة و«صلاة» ماجدة الرومي
رنا اسطيح
Friday, 26-Aug-2016 00:19
تحت عنوان «المتنبّي... مسافراً أبداً» قدّمت الفنانة اللبنانية عبير نعمة أخيراً واحدةً من أجمل أمسيات «مهرجانات بعلبك الدولية»، حاملةً الجمهور بصوتها إلى رحلة فنّية مزجت فيها الثقافة والتاريخ والجغرافيا، مؤدّية أغنيات خاصّة وتراثية منوّعة ومتألّقةً بالأداء في سبع لغات. النجمة اللبنانية التي سطّرت حفلها الأوّل على مدرّجات معبد باخوس الذي استقبل كبار نجوم العالم، تخصّ «الجمهورية» بحوارٍ شائق تكشف فيه عن كواليس الحفل الضخم وسلسلة مشروعات تبدأها مع الفنان الكبير مارسيل خليفة من لبنان وتستتبعها بسلسلة من الحفلات على مجموعة من أهم المسارح حول العالم.
«كانت تجربة من العمر، فبعلبك كانت بالنسبة لي حلم يراودني منذ الصغر. شعورٌ لا يوصف أن يقف فنان في هذا المكان التاريخي الذي استقبل أهمّ أيقونات الفن على مدى ستة عقود».

هذا ما تقوله عبير نعمة بدايةً لـ «الجمهورية» وتتابع: «هي لا شك خطوة كبيرة بالنسبة لي على صعيد مشواري الفنّي فليس سهلاً أن نقف على مسرح بهذه الأهمية يُعد من بين أهم خمسة مهرجانات في العالم. هو شعور كبير لا تقتصر أهميته على مجرد حفلة مهمة تضاف إلى السيرة الذاتية وإنما تتخطّاها لتصبح تجربة إنسانية تغنينا».

رحلة عبر موسيقى الحضارات

وتضيف: «سبق أن قدّمت هذا العمل في الإمارات وإنما بصيغة وشكل مختلفين بالتعاون مع هيئة الثقافة والسياحة والفنون التابعة لوزارة الثقافة في الإمارات، وطوّرت الفكرة وقمت بإعدادها بالمشاركة مع الصديق وسام كيروز، لنأخذ رحلة المتنبي الجغرافية وبعض أشعاره في رحلة تحملنا إلى موسيقى الحضارات المختلفة... والحقيقة أنني أعتزّ بالصداقات التي كوّنتها مع أهم الموسيقيين حول العالم من خلال بحوثي الموسيقية المعمّقة لا سيّما من خلال برنامجي التلفزيوني «إثنوفوليا موسيقى الشعوب».

وقد كنت محظوظةً بتشارك الحفل مع مجموعة من أفضل الموسيقيين من مختلف البلدان إلى جانب موسيقيينا الرائعين في لبنان. وكلمة حق تُقال إنّ كلّ واحد من هؤلاء له مكانته في الساحة الموسيقية وقادر على تقديم عرض منفرد».

وتضيف: «أنا مؤمنة بالطاقة الإيجابية وبالعمل الجماعي وأؤمن أننا لا نستطيع أن نحقق أيّ شيء بمفردنا، وأنّ صوتي يكون أجمل عندما أكون محاطةً بأشخاص يحبونني ويتمنّون لي الخير، فإرادة النجاح المشترَكة هي التي تسهم في خلق حالة معيّنة تمسّ مشاعر الجمهور».

هذا ما فاجأني

وتؤكّد: «مفاجأة الحفل بالنسبة لي كانت بالحضور الكثيف الذي تخطّى توقّعاتنا وتوقّعات المنظمين فالحقيقة أنّ كلّ البطاقات استُنفدت وتمّت إضافة كراسي لضمّ أشخاص تخطّوا العدد المتوقّع، وهذا إنجاز بحدّ ذاته.

وهنا لا بدّ من شكر كلّ فرد من لجنة مهرجانات «بعلبك» وعلى رأسهم السيدة نايلة دو فريج على التنظيم الأكثر من رائع والروح الإنسانية والرقي في التعامل، فقد وقفت على مجموعة من أهم مسارح العالم وأدين لهم جميعاً بحسن التنظيم وبترك ذكريات رائعة في مشواري، ولكنّ «بعلبك» كانت شيئاً آخر، شيءٌ مميّز لا يتكرّر».

وعمّا قيل لها من لجنة المهرجان بعد الحفل الناجح، تجيب: «السيّدة دو فريج قالت لي كلاماً جميلاً جداً كدتُ أبكي عند سماعه ولكنني أحتفظ به لنفسي وأفتخر به وأتمنّى أن يتحقق».

وتعترف: «كنتُ مقصّرة سابقاً في إطلاع الصحافة على نشاطاتي لا سيّما أنّ حضوري على المسارح اللبنانية لم يكن مكرَّساً بقدر حضوري على المسارح العالمية، على الرغم من إحيائي مجموعة من المهرجانات المهمّة جداً التي أفتخر بها ومنها «إفتتاح مهرجانات الأرز الدولية» العام الماضي ولعب أحد أدوار البطولة في «الغابة المسحورة» لكركلا في «مهرجانات أرز تنورين» بالإضافة إلى مشاركتي في «افتتاح مهرجانات بيت الدين»، ولكن صراحة تمّت هذا العام الإضاءة على حفل «بعلبك» لا سيّما إعلامياً بشكل رائع وأنا أشكر الصحافة الكريمة التي تداولت الخبر بحب وحماسة».

ما قالته ماجدة الرومي

وعمّن هنّأها من النجوم تقول: «تلقيت اتصال تهنئة من السيدة ماجدة الرومي التي أوجّه لها تحية كبيرة فهي تعرف مقدارَ محبتي لها وهي بلا شك أيقونة في الغناء ليس فقط على مستوى لبنان والعالم العربي وإنما عالمياً. وأنا أعرف وألمَس تقديرها لصوتي ومحبتها التي تغمرني فهي تشجعني دائماً وتتمنّى لي الخير وقد تكون تصلّي من أجلي، وكلامها بالنسبة لي شهادة كبيرة وهي من أكثر الناس الذين أثّر كلامهم بي».

وتضيف: «صراحة هناك أشخاص كثر هنّأوني وأخاف أن أنسى أحداً. طبعاً الفنان الكبير مارسيل خليفة حرص على حضور ليلة التمارين كاملةً قبل الحفل وأصرّ أن يكون حاضراً في كافة التفاصيل ليرافق من بعيد ومن قريب كلّ شيء من باب حرصه على دعمي معنوياً. والحقيقة أنّ حضوره ومتابعته الدائمة أغلى ما يكون على قلبي فهو فنان وإنسان بغاية الروعة ومَن يجهله تغيب عنه أمور كثيرة».

شكراً على المحبة

وتتابع: «أذكر أيضاً إيفان كركلا، هذا الفنان الكبير الذي أشكره على الورود والكلمات الجميلة والتشجيع، كذلك أشكر نادين لبكي ومروان خوري ومعين شريف وجان ماري رياشي وكثيراً من الأصدقاء الذين أجدني ممتنّة لمحبتهم ودعمهم وأخص بالذكر الإعلامي مارسيل غانم ومرافقته الفعّالة للحفل لا سيّما من خلال الإضاءة عليه في «كلام الناس» كذلك المستشارة الإعلامية إليان الحاج التي لم تتركني لحظة».

وعن أهمية اختيارها لإحياء حفل منفرد في»بعلبك» تقول: «كنت أستحق أن أكون في هذا المكان وأن أقف على خشبة هذا المسرح ولكلّ شيء في الحياة توقيته ولحظته المؤاتية.

أنا فعلاً مناضلة في الفن، والموسيقى هي دمّي وكلّ شيء أفعله في حياتي مرتبط بها بشكل أو بآخر. هذا بلدي وأنا أحاول قدر المستطاع أن أحمله إلى كلّ العالم بصوتي حيثما ذهبت سواءٌ على المسارح أو في تشاركي موسيقى العالم مع مختلف الفنانين.

أحمل هذا التراث في هويّتي وهذا التقليد متجذّر فيَّ وأنا أوّلاً وآخراً فنانة لبنانية وأعرف أنّ هناك فنانين كثراً يحملون هذه الرسالة وأتمنّى أن أرى الجميع على خشبة «بعلبك»».

ألبومان من ألحان مارسيل خليفة

عبير نعمة التي تستعدّ لإطلاق ألبومين مزدوجين من ألحان مارسيل خليفة في تشرين الثاني المقبل تكشف أنّ الألبومين يشكلان عصارة تعاونها مع الفنان الكبير مارسيل خليفة مؤكّدةً «مغرمة بهذا العمل وهو أكثر من رائع سواءٌ لناحية القصائد التي اخترناها أو ألحان مارسيل التي حملت صوتي إلى أماكن جديدة ومذهلة أو لناحية الموضوعات المتنوّعة جداً والتي ستخاطب الناس في حالاتهم الإنسانية والعاطفية المختلفة.

أعدهم بعمل يستحق الانتظار تتنوّع أنماطه بين الـ acapella والموشح والطربي والشعبي الخفيف والكلاسيكي»، وتفصح أنها ستطلق رسمياً خلال أسبوع أغنية منفردة بعنوان «يا ترى» من كلمات لوقا الصقر وكلمات عبير نعمة وألحانها وتوزيع جورج قسيس.

وعن حفلاتها المقبلة، تعلن: «أستعد لسلسلة من الحفلات من بينها حفل كبير أحييه في تشرين الثاني المقبل في قصر الأونيسكو بمرافقة الأوركسترا الوطنية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي ضمن إطار دعمي لجمعية Roads for Life التي أكون سفيرتها، كذلك أستعدّ لحفل في قصر الفنون الجميلة العريق في بروكسل، ولحفل في باريس وآخر في اسبانيا، بالإضافة إلى المشاركة في «مهرجان الموسيقى العربية» مع الأوركسترا الوطنية المصرية في دار الأوبرا وحفلين في إربيل وجولة فنّية في الولايات المتحدة.
الأكثر قراءة