معاناة المرأة نفسياً تؤثر في الحميمية الزوجية
د. أنطوان الشرتوني
Monday, 01-Aug-2016 00:04
من أصعب المشكلات التي يمكن أن تمرّ بها المرأة في حياتها الجنسية هي عدم قدرتها على بلوغ الرعشة على رغم رغبتها الجنسية الطبيعية، وإستجابتها للإثارات الجنسية. فما هي الأسباب النفسية التي تكبح الرعشة؟ هل يؤدّي القلق دوراً؟ وما هو علاج إضطراب الرعشة الجنسية عند المرأة؟
على الصعيد الجنسي، الرعشة الجنسية عند المرأة أو رعشة الشبق هي وصول المرأة إلى ذروة المتعة واللذة أثناء ممارستها العلاقة الحميمة. وينتج عن هذه الرعشة شعورٌ كبير بالراحة والسعادة.

على الصعيد الفيزيولوجي، الرعشة الجنسية عند المرأة هي إنقباض الرحم وإسترخاؤه في آن واحد، مما يعطي شعوراً بالمتعة الشديدة في منطقة العانة، فيرتعش الجسد بأكمله، وتدخل المرأة في شبه غيبوبة موقتة ويتبع ذلك شعور بالإسترخاء أو النوم. لكنّ الكثيرات من النساء، لا يصلّن إلى هذا الحدّ من الشبع الجنسي لأسباب كثيرة، قد تكون فزيولوجية أو نفسية.

الأسباب النفسية

أولاً، من المهم التأكد من عدم وجود مشكلات على الصعيد الفزيولوجي تعيق الرعشة الجنسية. أما بالنسبة للأسباب النفسيّة فهي شتّى وتؤثر مباشرةً في المرأة ووصولها إلى الرعشة، ومنها:

• المؤثرات العاطفية السلبية، مثلاً شعورها بأنّ شريكها غائبٌ عاطفياً معها، ما يجعلها غير مرتاحة خلال العملية الجنسية.

• على صعيد التحليل النفسي، تعيش المرأة التي لم تتخطَّ «الإنفصال عن الأم»، «قلق فكّ الإنصهار» عن أمها، وتعاني من الرابط الإنصهاري الذي تكوّن من الطفولة بين الأم والإبنة. وتأتي العملية الجنسية في هذا الإطار وكأنها تهدف إلى الفصل ما بين الإبنة وأمها ما يؤثر على الرعشة لديها،
ويجعلها غير قادرة على توفير حاجيات زوجها الجنسية.

• شعور المرأة بـ «الإستغلال الجنسي» أو «الإحتقار» أو حتّى «الإهانة»، يُضعف رغبتها في ممارسة الحب وبالتالي يؤثر سلباً على رعشتها الجنسية.

• يخاف بعض النساء من أن يصبحنّ مهووسات بالجنس في حال الوصول إلى الرعشة، فيفضلنّ عدم خوض هذا الشعور كي لا يتحوَّلن إلى أسيراتٍ له.

• يخشى بعض النساء حال عدم السيطرة خلال الرعشة، فيراهنّ الشريك مستسلماتٍ لرغباتهنّ الجنسية. وهؤلاء النسوة يقمعن شعورهنّ بسبب الخوف من نظرة الشريك.

• في بعض الأحيان، يُعتبر بلوغ النشوة عند المرأة نوعاً من الإعتراف بسلطة الرجل وقوّته. لذا عدم وصولها إلى الرعشة هو نوع من معارضة هيبته ورجولته.

تأثير القلق

يؤدي القلق دوراً سلباً، فهو مصدر الكثير من الأمراض خصوصاً الأمراض النفس-جسديّة. كما يؤثر بشكل مباشر في حياة الإنسان وتصرفاته الواعية وغير الواعية. يجد علماء النفس المتخصّصون في معالجة المشكلات الجنسية، علاقة وطيدة ما بين إضطراب الرعشة الجنسية عند المرأة والقلق.

ويتجلّى القلق بالأشكال التالية:

• الخوف من فقدان ضبط النفس، ويؤدّي ذلك إلى قلق خلال العلاقة وبالتالي إلى خوف من إكمالها والوصول إلى رعشة جنسية بين الطرفين.

• رفض الرجل ممارسة الجنس مع شريكته، ما يشعرها بالقلق ويجعلها تطرح علامات الاستفهام على نفسها حول الأسباب، بالإضافة إلى معاناة الشريك من البرودة الجنسية، التي يمكن أن تُفسَّر على أنها رفض لشريكته.

• للتربية دور في زيادة القلق عند المرأة المتحدّرة من أسرة متديِّنة. فالتربية الصارمة والأب المستبد والأم المهيمنة على كلّ أفراد العائلة، وعدم إطلاع الفتاة على أية معلومات جنسية وغيرها من الأسباب، يؤثر مباشرة فيها، وبالتالي في مسار الرعشة الجنسية التي تعتبرها عيباً أو خطأً.

• عدم الثقة بنفسها خصوصاً خلال العلاقة الجنسية ما يجعلها غير قادرة على متابعة ممارسة الحب مع شريكها بسبب القلق وبالتالي عدم القدرة على الوصول إلى الرعشة الجنسية.

العلاج النفسي لإضطراب الرعشة

يُطلب من المرأة قبل الجماع، ممارسة الإثارة الجنسية الذاتية بشكل منفرد أو بمساعدة زوجها. يهدف هذا التمرين إلى زيادة حساسية المناطق الخاصة بواسطة المداعبة. كما يُطلب من الزوجين إتباعُ التعليمات التالية:

• التحضير للعملية الجنسية ويعني ذلك عدم ممارسة الجنس قبل مرحلة المداعبة. فهذه المرحلة مهمة جداً لتهيئة الطرفين والاستمتاع بالعملية الجنسية بشكل كامل.

• يؤدي الزوج دوراً بارزاً في الحدّ من المخاوف التي تكبح الإستجابة الرعشية عند زوجته. فمن خلال التفهم وتفسير أهمية العلاقة بينهما، يمكن أن تنخفض المخاوف وتختفي المصاعب.

• إذا إستمرت هذه الصراعات، من المهم الأخذ برأي اختصاصي نفسي خصوصاً في حال وجود صراعات نفسية لا شعورية تجعل المرأة سجينة أحاسيسها المكبوتة.
الأكثر قراءة