الراعي في الزلقا - عمارة شلهوب: البلديات تسعى للتعويض عن غياب الدولة
ربى منذر
Wednesday, 22-Jun-2016 00:35
على وقعِ عزف الموسيقى ونثرِ الأرزّ والورود، ووسط زغاريد النسوة، وصَل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الزلقا - عمارة شلهوب، فهذه البلدة لم ترضَ أن يكون استقبالها لأكبر مرجعية مسيحية في لبنان والشرق عاديّاً، وهو بدوره لم يَخذلها، فباركَ أهلها وحضَنهم بتواضعٍ لافت.
كانت منطقة الزلقا - عمارة شلهوب أمس على موعدٍ مع البطريرك الراعي عند الساعة السابعة والنصف مساءً، في حضور فعاليات المنطقة، فتجمّعَ أهلها من كافة الأعمار حاملين الورود لنثرِها، بانتظار البركة التي تحملها هذه المرجعية، وما إن وصَل البطريرك وسط إجراءاتٍ أمنية كثيفة، حتى تعالت الموسيقى المعزوفة في أرجاء المنطقة، وتهافتَ الناس لالتقاط الصوَر تجسيداً للّحظة.

ومن بين الحضور كان لافتاً نزولُ امرأةٍ من المستشفى المجاور إلى مكان اللقاء، وهي تمسِك كيسَ «المصل» الموصول بجسدها وتتقدّم بين الحشود لنَيل بركة البطريرك، أمّا هو فالتفتَ إليها وأعطاها بركة المسيح، متمنّياً لها ولكلّ مريض الشفاءَ العاجل.

رئيس بلدية الزلقا - عمارة شلهوب ميشال المر، نظّم الاستقبال لاعتباره أنّ هكذا زيارة تكون نادرة، لذلك رفضَ المجلس البلدي بأن تمرّ مرورَ الكرام، وقد ألقى كلمةً رحّبَ فيها بالبطريرك، مؤكّداً أنّ «هذه الزيارة عزيزة على قلوبنا وقلب المتن الشمالي الذي كان دائماً بجانبكم في كلّ المواقف الوطنية التي تتّخذونها».

وأشار إلى «أنّنا نستغلّ هذه المناسبة لنؤكّد دائماً وأبداً تمسُّكَنا بالخطّ الوطني الذي أرسَته بكركي»، متعهّداً بـ«إكمال المسيرة سويّاً من أجل أهلنا وشعبنا». وضمّ المر صوتَه إلى صوت البطريرك المطالب بانتخاب رئيس للجمهورية، «لكي يعود رأس الجمهورية وتعود المؤسسات الدستورية
إلى عملها».

أمّا كلمة البطريرك فلم تَخلُ من المواقف الوطنية التي يتّخذها باستمرار، معتبراً أنّه «على الجميع النظر إلى البلديات مهما كانت إمكاناتها متواضعةً، لأنّها تسعى للتعويض عن شِبه غياب الدولة»، مبدِياً «رفضَ الشعب للدخول في العام الثالث على التوالي من دون رئيس للجمهورية، لأنّ الدولة إلى تفكُك في غيابه، ومؤسّساتُها تتعطّل، ما يقع عبئاً إضافياً على المواطن».

وأسفَ البطريرك لحالةِ الشَلل التي يعانيها المجتمع السياسي، إلّا أنّ المجتمعَين الأهلي والمدني يمكنهما من خلال تعاونِهما الحفاظُ على وجودنا وقيَمنا ووحدتنا، فلبنان بحاجة إلينا جميعاً، وهو يمرّ بفترة مرَض، وبالتالي لا يجب إهمال المريض. واعتبَر أنّ هذا الكلام في مكانه، حيث إنّه يُقال في منطقة الزلقا - عمارة شلهوب، أي في وسط لبنان.

«خمسون سنةً من التربية في السان جورج يتوّجها بطريرك التربية نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى»، بهذه الكلمات استقبلت مدرسة السان جورج في الزلقا البطريرك الذي توجَّه إليها بعد الاستقبال، لمباركتها في يوبيلها الذهبي، فتَلا صلواته وباركَ الحضور، ثمّ وزّع الشهادات على التلاميذ المتخرّجين في احتفالٍ أقامته المدرسة.
الأكثر قراءة