«PSALTIKA» حاضنة الموسيقى البيزنطية بأفواهٍ ملائكية
ناتالي اقليموس
Thursday, 14-Apr-2016 01:01
من رنّم صلّى مرتين. إنطلاقاً من إيمانها بأهمية الترنيم في عالم أحوج ما يكون إليه المرء لحظة صمت، ليسمع تمتماتِ تعزيةٍ إلهيةٍ تزرع أملاً في قلبه وبسمةَ رجاءٍ على وجهه، أخذت جوقة «بسالتيكا» (PSALTIKA) الأرثوذكسية على عاتقها نقلَ المؤمنين في رحلة روحية بين الأرض والسماء عبر تبنّيها تراث التراتيل البيزنطية.
يشكل زمن الصوم محطة سنوية للعودة إلى الذات، للإرتقاء بالنفس والجلوس أمام الله. في هذه المرحلة المباركة من تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، تولي جوقة «بسالتيكا» الشبابية أهمية كبيرة للترنيم، فيوضح قائد الجوقة رمزي سعد دور الموسيقى في حياة ليس فقط المؤمنين إنما البشرية جمعاء: «هي قادرة على تغيير ميوله الرديئة إلى حسنة، فالموسيقى لغة النفوس التي تُفهَم بالسمع، وتطرق أبوابَ المشاعر.
من هذا المنطلق، وعت الجماعات المسيحية الأولى أهمية الترنيم، فـ«عمّدت» الموسيقى وقادتها إلى غايةٍ ساميةٍ هي تمجيد الله وتسبيحه، فأصبح الترنيم عاملاً يوحّد أفراد الجماعة في ذبيحة التسبيح التي يرفعونها لإلههم».
ويتوقف سعد في حديث لـ«الجمهورية» عند تفاعل الموسيقى الكنسية داخل الجماعة المصلّية «منذ الجماعات المسيحية الأولى إلى أن تسلّمناها بالشكل الذي نعرفه اليوم، بعد أن خضعت لمراحل إنحطاط تاريخية من جهة، ولمراحل إزدهار من جهة أخرى بفضل آباء قديسين أغنوا هذه الموسيقى بعبق أتعابهم وجهاداتهم، أمثال القديس يوحنا الدمشقي والقديس رومانوس المرنّم».
ماذا يعني «بسالتيكا»؟
ويوضح سعد معنى إسم الجوقة، قائلاً: «يُقصد به التدوين الموسيقي البيزنطي وتحديداً التراتيل الكنسية البيزنطية». أكثر ما يميّز شبيبة هذه الجوقة حبهم لخدمة الكلمة الإلهية واندفاعهم للغوص في تاريخ الموسيقى الكنسية البيزنطية وتراثها بهدف إحيائه ونقله إلى آذان المؤمنين ومنها إلى القلوب.
ولهذه الجوقة صفة ملاصقة لإسمها «عنادل الموسيقى البيزنطية»، فيقول سعد: «أردناها للدلالة على أفراد الجوقة، مَن اتّخذوا من طائر «العندليب» مثالاً يُحتذى في الأداء والعمل. فالعندليب سريع الحركة وأعضاء الجوقة يشبهونه بنشاطهم واندفاعهم نحو التعلّم والعطاء».
ويضيف: «كما أنّ العندليب كثير الألحان، كذلك تستعمل الجوقة كلَّ لحن ووزن موسيقي قد يبدو للبعض جديداً إنما هو كنزٌ مدفون ينتظر حناجر تكتشفه».
خصائص الترنيم البيزنطي
ويعتبر سعد أنّ الترنيم البيزنطي من أقوى أنواع التعبير وأغناها وأقدرها على تجسيد عواطف الإنسان المتنوّعة لجملةٍ من الأسباب، فيوضحها:
• لارتكازه على ثمانية ألحان متنوّعة، يشكّل كلٌّ منها الرداءَ المناسب للكلمة أو الصلاة المرفوعة حسب معناها (تسبيح، شكر، توبة، فرح بانتصار المخلص...)
• لاعتماده على الصوت البشري فقط باعتباره الآلة الطبيعية الأجدر بتسبيح الخالق، والأقدر على تحقيق تداخل بين الطبقات الموسيقية والمعاني التي يؤدّيها المرنّم، لتتدرج في رقتها فتبلغ عتبات الفردوس رافعة الجماعة المؤمنة إلى أصدق درجات الصلاة القلبية.
لذلك يُعتبر المرتّل أو المرنّم في الكنيسة الأرثوذكسية مَن يوصل الكلمة البشرية بواسطة اللحن إلى الأذن الإلهية فهو بذلك وسيط للكلمة الإنسانية بين الله والبشر.
أمسية إستثنائية
وفي إطار أنشطتها لهذا العام، استضافت الجوقة، في قصر المؤتمرات-ضبيه، المرتل الأوّل الأستاذ ثاوذوروس فاسيليكوس، الذي حمل الأرثوذكسية على أجنحة الموسيقى البيزنطية إلى كلّ أنحاء العالم، سواءٌ عبر إنتشار أعماله وإنتاجاته الموسيقية في جميع البلدان من جهة، أو عبر إحيائه أمسيات الموسيقى البيزنطية في مختلف أنحاء العالم وتكريمه في العديد من البلدان الأوروبية. وقد شاركه الترتيل باللغة اليونانية تلميذه المرتل الأول إيفانغلوس غكيكاس. بالمقابل رتلت الجوقة برنامجاً منوّعاً ومميّزاً من التراتيل العربية.
وعن هذه الأمسية، يقول سعد: «لقاؤنا بالأستاذ فاسيليكوس كان استثنائياً، خصوصاً أنّه في لبنان، للمرة الأولى، ومدرسة حيّة في الموسيقى البيزنطية، وتسبيح الرب إلى جانبه، والإستفادة من نصائحه وإرشاداته لكيفية المحافظة على خطانا ثابتة في إبقاء تراث الموسيقى البيزنطية حيّاً».
بعد التنويه الذي لاقته الجوقة من ثاوذوروس، غادر الحاضرون حاملين الله في قلوبهم، وشفاهُهم ترنّم تسبيحاً. ومن سعد دعوة إلى كلّ مَن يعتبر نفسه غريباً عن الترنيم البيزنطي، فيقول: «أدعوه ليُصغي إلى أنغام هذه الموسيقى المصقلة بخبرات آبائنا القديسين وجهاداتهم، علَّها تكون انتشاله من ظلمة حياته اليومية فيتذوّق نوراً من النور الذي لا يغرب».
من هذا المنطلق، وعت الجماعات المسيحية الأولى أهمية الترنيم، فـ«عمّدت» الموسيقى وقادتها إلى غايةٍ ساميةٍ هي تمجيد الله وتسبيحه، فأصبح الترنيم عاملاً يوحّد أفراد الجماعة في ذبيحة التسبيح التي يرفعونها لإلههم».
ويتوقف سعد في حديث لـ«الجمهورية» عند تفاعل الموسيقى الكنسية داخل الجماعة المصلّية «منذ الجماعات المسيحية الأولى إلى أن تسلّمناها بالشكل الذي نعرفه اليوم، بعد أن خضعت لمراحل إنحطاط تاريخية من جهة، ولمراحل إزدهار من جهة أخرى بفضل آباء قديسين أغنوا هذه الموسيقى بعبق أتعابهم وجهاداتهم، أمثال القديس يوحنا الدمشقي والقديس رومانوس المرنّم».
ماذا يعني «بسالتيكا»؟
ويوضح سعد معنى إسم الجوقة، قائلاً: «يُقصد به التدوين الموسيقي البيزنطي وتحديداً التراتيل الكنسية البيزنطية». أكثر ما يميّز شبيبة هذه الجوقة حبهم لخدمة الكلمة الإلهية واندفاعهم للغوص في تاريخ الموسيقى الكنسية البيزنطية وتراثها بهدف إحيائه ونقله إلى آذان المؤمنين ومنها إلى القلوب.
ولهذه الجوقة صفة ملاصقة لإسمها «عنادل الموسيقى البيزنطية»، فيقول سعد: «أردناها للدلالة على أفراد الجوقة، مَن اتّخذوا من طائر «العندليب» مثالاً يُحتذى في الأداء والعمل. فالعندليب سريع الحركة وأعضاء الجوقة يشبهونه بنشاطهم واندفاعهم نحو التعلّم والعطاء».
ويضيف: «كما أنّ العندليب كثير الألحان، كذلك تستعمل الجوقة كلَّ لحن ووزن موسيقي قد يبدو للبعض جديداً إنما هو كنزٌ مدفون ينتظر حناجر تكتشفه».
خصائص الترنيم البيزنطي
ويعتبر سعد أنّ الترنيم البيزنطي من أقوى أنواع التعبير وأغناها وأقدرها على تجسيد عواطف الإنسان المتنوّعة لجملةٍ من الأسباب، فيوضحها:
• لارتكازه على ثمانية ألحان متنوّعة، يشكّل كلٌّ منها الرداءَ المناسب للكلمة أو الصلاة المرفوعة حسب معناها (تسبيح، شكر، توبة، فرح بانتصار المخلص...)
• لاعتماده على الصوت البشري فقط باعتباره الآلة الطبيعية الأجدر بتسبيح الخالق، والأقدر على تحقيق تداخل بين الطبقات الموسيقية والمعاني التي يؤدّيها المرنّم، لتتدرج في رقتها فتبلغ عتبات الفردوس رافعة الجماعة المؤمنة إلى أصدق درجات الصلاة القلبية.
لذلك يُعتبر المرتّل أو المرنّم في الكنيسة الأرثوذكسية مَن يوصل الكلمة البشرية بواسطة اللحن إلى الأذن الإلهية فهو بذلك وسيط للكلمة الإنسانية بين الله والبشر.
أمسية إستثنائية
وفي إطار أنشطتها لهذا العام، استضافت الجوقة، في قصر المؤتمرات-ضبيه، المرتل الأوّل الأستاذ ثاوذوروس فاسيليكوس، الذي حمل الأرثوذكسية على أجنحة الموسيقى البيزنطية إلى كلّ أنحاء العالم، سواءٌ عبر إنتشار أعماله وإنتاجاته الموسيقية في جميع البلدان من جهة، أو عبر إحيائه أمسيات الموسيقى البيزنطية في مختلف أنحاء العالم وتكريمه في العديد من البلدان الأوروبية. وقد شاركه الترتيل باللغة اليونانية تلميذه المرتل الأول إيفانغلوس غكيكاس. بالمقابل رتلت الجوقة برنامجاً منوّعاً ومميّزاً من التراتيل العربية.
وعن هذه الأمسية، يقول سعد: «لقاؤنا بالأستاذ فاسيليكوس كان استثنائياً، خصوصاً أنّه في لبنان، للمرة الأولى، ومدرسة حيّة في الموسيقى البيزنطية، وتسبيح الرب إلى جانبه، والإستفادة من نصائحه وإرشاداته لكيفية المحافظة على خطانا ثابتة في إبقاء تراث الموسيقى البيزنطية حيّاً».
بعد التنويه الذي لاقته الجوقة من ثاوذوروس، غادر الحاضرون حاملين الله في قلوبهم، وشفاهُهم ترنّم تسبيحاً. ومن سعد دعوة إلى كلّ مَن يعتبر نفسه غريباً عن الترنيم البيزنطي، فيقول: «أدعوه ليُصغي إلى أنغام هذه الموسيقى المصقلة بخبرات آبائنا القديسين وجهاداتهم، علَّها تكون انتشاله من ظلمة حياته اليومية فيتذوّق نوراً من النور الذي لا يغرب».
الأكثر قراءة