هل اغتالت اسرائيل العميد محمد سليمان؟
Thursday, 16-Jul-2015 19:32
كشف تقرير استخباري أميركي مسرّب أن القوات الخاصة الاسرائيلية هي المسؤولة عن اغتيال العميد السوري محمد سليمان في عام 2008.
وكان العميد سليمان قد اصيب برصاصة اطلقها عليه قناص على ساحل البحر قرب ميناء طرطوس.
ولم تعلق اسرائيل علنا على الشبهات التي اثيرت حول ضلوعها في عملية الاغتيال.
ولكن وثيقة سرّبها الى موقع "The Intercept" موظف مجلس الأمن القومي الاميركي المنشق ادوارد سنودن تشير إلى أن العملية كانت من تنفيذ القوات الخاصة البحرية الاسرائيلية.
ولفت عناصر سابقون في اجهزة الاستخبارات الأميركية إلى أن مستوى سرية الوثيقة تشير الى ان مجلس الأمن القومي قد اكتشف ضلوع اسرائيل في العملية من خلال تعقب واعتراض الاتصالات الاسرائيلية.
"أمر بديهي"
وكانت وسائل الاعلام العربية قد أفادت في حينه إلى أن سليمان قتل بعيارات نارية اطلقها قناص ليلة الأول من آب 2008 اصابته في الرأس والرقبة، وان القناص كان يستقل يختا راسيا في البحر. وكان سليمان يتناول طعام العشاء في منزله عندما قتل.
وأشارت بعض المصادر إلى أن سليمان كان ابرز المسؤولين الأمنيين في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فيما لفتت مصادر اخرى إلى أنه كان حلقة الوصل بين الحكومة السورية و"حزب الله".
ووصفته برقية بعثت بها السفارة الأميركية في دمشق - سربها موقع ويكيليكس عام 2010 - بأنه "مستشار رئاسي خاص للتسليح والاسلحة الاستراتيجية."
وقيل في حينه إن الرئيس الأسد "صدم" لاكتشاف 80 مليون دولار نقدا في مسكن سليمان.
وجاء في برقية أخرى ارسلتها السفارة الأميركية بعد اغتيال سليمان أنه معروف بأنه "قريب جدا من بشار." ويعتقد أن سليمان قد "أدار برامج خاصة للأسد بعضها لم يكن معروفا للقيادة العسكرية السورية."
وجاء في البرقية أيضا "المشتبه بهم بديهيا هم الاسرائيليون"، وأن "اجهزة الاستخبارات السورية تعلم جيدا أن مدينة طرطوس الساحلية تتيح للاسرائيليين العمل بحرية اكثر من مواقع داخلية كالعاصمة دمشق."
وكان موقع "The Intercept" قد نشر ليلة الأربعاء وثيقة كانت موضوعة في جدول بيانات خاص بمجلس الأمن القومي (يدعى انتليبيديا، وهو عبارة عن نسخة داخلية لموقع ويكيبيديا) تؤكد ما ذهبت اليه السفارة الاميركية بدمشق.
وجاء في الوثيقة المسربة "أن اغتيال العميد السوري محمد سليمان من قبل القوات الخاصة البحرية الاسرائيلية قرب طرطوس كان الاغتيال الأول من نوعه تستهدف فيه اسرائيل مسؤولا حكوميا شرعيا."
وتحمل الوثيقة صفة "SI" التي يشير اليها كتاب التصنيف الاستخباري الأميركي على أنها "معلومات فنية واستخبارية مستقاة من مراقبة واعتراض الاتصالات الاجنبية."
ولفت موقع "The Intercept" إلى ان مجلس الأمن القومي والناطق باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يستجيبا لطلبات بالتعليق على الموضوع.
وكان مسار التحقيق الذي اجرته الحكومة السورية في عملية الاغتيال قد انحرف باتجاه آخر بعد اكتشاف مبلغ 80 مليون دولار نقدا في داره، الأمر الذي "صدم" الرئيس الأسد الذي كان حريصا على معرفة "كيفية حصول سليمان على هذا المبلغ الكبير."
وجاء اغتيال سليمان بعد مضي أقل من ستة شهور على اغتيال الزعيم العسكري في "حزب الله" عماد مغنية في دمشق في عملية يعتقد الآن ان الاستخبارات الاسرائيلية "الموساد" ووكالة الاستخبارات الامريكية تعاونتا في تنفيذها.
الأكثر قراءة