مثلي تذوّق طعم جنس مثلي
جوزف طوق
Saturday, 28-Jul-2012 01:35
لم تعد المثلية الجنسية من محرّمات المجتمعات الغربية والشرقية، ونوعاً ما العربية، حتى إن المشاهير والسياسيين باتوا يجاهرون بحبهم لنفس جنسهم، اذ باتت نوعاً من الهوية الخاصة في عالم يتجه لتقبّل علاقات الحب والزواج المثلي. لكنّ كثيراً من المستقيمين اختبر علاقة مثلية عابرة، سواء في بحثهم عن تعريف لهويتهم الجنسية أو بدافع الحشرية.
مع اتساع رقعة الإعلام المسيطر على مفاصل حياة الشباب الصاعد، ثمة تسرّب هائل للعديد من العادات الجديدة الى عقول المتحلقين حول الشاشات (الصغيرة والكبيرة)، وأهمها موضة المثلية، التي يمكن أن تكون عابرة عند البعض، فيما تصبح مَرَضيّة عند آخرين، من دون أن يكون لها أي جذور سيكولوجية أو عاطفية.

وهذا ليس اتهاما او انتقاصا من حقوق المثليين أو تمييزهم عن القواعد الطبيعية، وإنما مجرد بقعة من الضوء الخافت على موضة جديدة (لا تمتّ للمثلية الأصلية بأيّ صلة) تتشعّب في عقول الباحثين عن آخر صيحات "الموضة" الاجتماعية.

وسواء اعتبرنا المشاهير أقلّ أو أكثر ذكاء أو حتى دهاء منّا، مع اعتبار انهم لا يتأثرون بقدرنا بالموضة أو الصرعات الحديثة، إلّا انهم انغمسوا في أحضان ملذّات المثلية ليوم أو أكثر، قبل أن يعودوا أدراجهم خاضعين لمتطلبات أعضائهم "التناسبية".

وقد تجرّأ بعض المشاهير الغربيين على التبجّح بعلاقات عابرة "على نفس الجهة من المعادلة"، فيما لم يخفِ آخرون أو ينفوا علاقات أخرى. ففي حديث مع صحيفة "صن" البريطانية، تحدّث الممثل توم هاردي، أحد أبطال فيلم "باتمان"، عن انكبابه على تعاطي المخدرات والكحول، لكنه اعترف ايضاً بممارسة الجنس مع رجل. وعندما تمّ استيضاحه عن هذه العلاقة، قال: "انا ممثل، لقد لعبت الأدوار كلّها ومع مختلف الأشخاص، وأنا أعشق الشكل والبنية الذكورية، لكن اليوم وبعد بلوغي العقد الثالث من العمر، لم يعد الأمر يهمّني، لقد انتهيت من اختبار هذه الأمور."

وها هو هاردي إلى جانب الكثيرين يعترف بتلك الحاجة للاختبار، فربما شعورنا بـ"الطبيعية" ليس سوى شعور مكتسب من طريقة التربية أو الخلفية الاجتماعية، وربما يحقّ لنا "نحن النائمين الى جانب الجنس الآخر" التفكير أو حتى الأخذ بعين الاعتبار بحقيقة انتمائنا الجنسي في مجتمع يَهاب عورته ويحاكم كاشفها.

ليندسي لوهان

كانت حياة هذه الصهباء، منذ لحظة اعتلائها الشاشة، مليئة بالمفاجآت والنكسات. ولم يكن غريباً ابداً عندما بدأت لوهان عام 2007 بمواعدة سامانتا رونسون للمرة الأولى، وتساءلَ الجميع حينها إذا كانت سحاقية، او انها كانت تَختبِر فقط، لكنّ الأمر طال لأكثر من فترة اختبار، إذ إنه امتدّ لسنوات قبل أن ينفصل الثنائي عام 2009 بطريقة علنية عندما أقدمت لوهان على الانفصال عن "حبيبتها" على موقع تويتر، حيث كتبت: "انا أفعل ذلك علنيّاً لأنّك وأصدقاءكِ ستتصلون بمجلة "بيبول"... لذا ستفوزون. لقد حطّمت فؤادي، لأنني أحببتك". لكن العلاقة مع رونسون لم تكن الوحيدة خلال هاتين السنتين، إذ واعدت لوهان عدداً من الشباب في تلك الفترة، فهل يمكننا القول انها كانت انتقالية؟

فيرغي

وعلى غرار سابقتها، اعترفت المغنية الرئيسية في فرقة "بلاك أيد بيز"، الجميلة فيرغي، بإقدامها على اختبار السحاق، ناسبة سبب هذه التجربة إلى تربيتها المسيحية الكاثوليكية الصارمة. وقد صرّحت لصحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية تعليقاً على الموضوع، قائلة: "لقد اختبرت الجنس المثليّ في الماضي، لكنني ابتدأت بممارسة الجنس بعد ذلك عندما بلغت الثامنة عشرة من عمري، فلقد تربيّت تربية مسيحية جيدة". وفي تأكيد منها على انتهاء المراحل التجريبية، تزوّجت فيرغي الممثّل جوش دوهاميل، بطل فيلم "ترانسفورمرز"، مبرهنة عن ذوق رفيع بالرجال.

درو باريمور

درو ليست من الأشخاص الذين يتكتّمون على حياتهم الجنسية، فقد أفصحت بنفسها عن انجذابها الى النساء والرجال على حدّ سواء. وبما أنه ليس هناك أيّ دلائل ملموسة على علاقة لها بأي فتاة، كان هناك الكثير من الشائعات عن مواعدتها الصحافية جاين برات في تسعينيات القرن الماضي. لكن يبدو انّ درو، وعلى رغم اعترافاتها، تنجذب أكثر الى الرجال، فـ درو الحامل تزوّجت ويل كوبيلمان في شهر حزيران الفائت.

انجلينا جولي

يمكن اعتبار انجلينا جولي الاسم المفاجأة في اللائحة، خصوصاً بسبب علاقتها الطويلة والقوية بالممثل براد بيت، وتربيتهما لعدد كبير من الأطفال. إلّا ان بطلة فيلم "السيّد والسيدة سميث" اعترفت بتوجّهاتها الجنسية الثنائية في حوار خاص عام 2003، حيث قالت انها مستعدّة لخوض علاقة سحاقية اذا ما وجدت المرأة المناسبة.

لكن يبدو ان جولي لا تلتزم كثيراً بكلامها، إذ ان علاقاتها العلنية كانت جميعها مع رجال، لكن في العام 2005 زعمت عارضة الأزياء جيني شيميزو انها كانت على علاقة بـ جولي امتدت لأكثر من عشر سنوات، وقالت في مقابلة مع صحيفة "صن": "اعتقد اننا سنواصل علاقتنا الحميمة، لأنها أعمق من مجرد العلاقة الجنسية".

مارلون براندو

أخيراً وليس آخراً، ينضمّ الشاب الوحيد إلى لائحتنا القصيرة، أيقونة التمثيل مارلون براندو، الذي خطف قلوب ملايين النساء حول العالم بأدائه وصوته، إلّا أن معشوق الجميلات، ووفق الكاتب داروين بورتر، كان يفضّل إدارة بوصلته نحو "الجميلين" من نجوم هوليوود، وكان على علاقة بالعديد منهم على مرّ السنين، بدءاً من جايمس دين ومروراً بـ كاري غرانت ووصولاً إلى مونتغومري كليفت وآخرين. وأوضح بورتر انه على رغم كون براندو زير نساء، إلّا أن علاقاته الأكثر اضطراباً كانت مع رجال، وقال في هذا السياق: "كانت علاقة براندو المثلية بالممثل جايمس دين هي الأطول، اذ انها امتدّت لسنوات طوال، لكنها كانت دائما مضطربة".

وبعد أن أوردنا عدداً قليلاً من المشاهير الذين ساروا على درب "التجارب"، تطول اللائحة كثيراً لتضمّ في ثناياها أسماء سياسيين ورجال أعمال وأشخاص عاديين، جميعهم فتّشوا في قمامات شهواتهم عن هوية، عن شريك.

وفيما تبقى عيون المجتمع اللادغة هي التي تمثّل معيار "الطبيعية" بالنسبة الى كثيرين، وحتى عند معظم الناس، تبقى حريتنا في الاختيار هي المنظار الأصدق الذي نتأمّل منه حركة أمواج سريرنا الصامت.
الأكثر قراءة