هل يُمكن مَحو الإنطباعات السيّئة؟
اليسار حبيب
Saturday, 22-Nov-2014 00:09
يُحاول الناس ترْكَ انطباع أوّل إيجابي عنهم أينما حلّوا، في العمل أو في أيّ مكان آخر يدخلونه ويلتقون أشخاصاً غريبين عنهم. لكن ماذا لو أخفقوا في ذلك؟ وهل مِن وسيلة لمحو الانطباع السيّئ؟
الإنطباع الأوّل الذي يتركه الإنسان عنهُ قد يُغيّر مسارَ حياته، خصوصاً عند إجرائه مقابلة عمل، فإذا تركَ انطباعاً جيّداً لدى المدير، قد تزداد فرص حصوله على العمل، والعكس صحيح. ومثلما يُقال: «الانطباعُ الأوّل لا يتكرّر»، وبالتالي لدينا فرصة واحدة لِتَرك انطباع جيّد عنّا.

هذا ما أكّدته خبيرة الإتيكيت والبروتوكول فيرا يمّين، موضحةً «أنّنا لا نملك فرصةً ثانيةً لترك انطباع جيد عنّا؛ ففي غضون ثوانٍ، وبنظرةٍ خاطفة، يمكن للناس الحُكم على مستواكم الإجتماعي والإقتصادي والتعليمي، وحتّى درجة نجاحكم. وخلال دقائق، سيتوصّلون إلى قرارٍ نهائي في شأن نسبة ذكائكم وكفايتكم ومدى ثقتكم في أنفسكم، وبقابليّتكم للحصول على الثقة والصداقة ومنحهما للآخرين».

وقالت يمّين، في حديثها الأسبوعي لـ»الجمهورية»: «على رغم أنّ الإنطباع الأوّلي يحصل في وقت قصير، إلّا أنّه يستمرّ أعواماً طويلة، وقد يتعذّر محوه».

غير أنّ السؤال الأساس الذي يطرح نفسه: هل من طرقٍ ووسائل لتصحيح الأمور وخلق انطباع ثان جيّد، أم إنّ الانطباع الأوّل يلغي كلّ الانطباعات الأخرى؟ يكمُن الجواب في مدى استجابة الناس للتحدّي وخوض معركة الانطباع الأخير، على حَدّ تعبير يميّن، موضحةً أنّ الأشخاص يتذكّرون إجمالاً المرّة الأولى في أيّ شيء حدَثَ معهم وفي أيّ تجربة عاشوها لو مهما كانت طبيعتها، لكنّهم يميلون إلى تذكّر المرّة الأخيرة أيضاً، وهذا ما يُعتبَر بمثابة فرصة ثانية لتصحيح الإنطباع الأوّل السابق عنهم.

خطوات ضروريّة

وعَن سُبل إعادة تحسين الانطباع الاوّل الذي يتركه الانسان لدى الآخرين، قدّمت يمّين نصائح مهمّة، ألا وهي:

1- الإنتقاد البَنّاء: عندما توشِكون على توجيه انتقاد ما، إحرصوا على أن تبدأوا انتقاداتكم بنحوٍ إيجابي، لأنّ ذلك يؤثّر في ما سيحصل لاحقاً. إمنحوا الآخرين أرضيّة صلبة للوقوف عليها، ويكون ذلكَ عبر إظهار التقدير لهم، وتبيان أنّكم تهتمّون لهم فعلاً وتحترمونهم، وبالتالي يشعرون بأنّهم يملكون قيمة كبيرة بالنسبة إليكم. فمتى اطمأنّوا إلى ذلك، سيتقبّلون تعليقاتكم بسهولة أكبر، وستكون ردود فعلهم أقلّ هجوميّة أو دفاعية.

2- الكاريزما: يعتقد كثيرون أنّ «الكاريزما» ميزة فطريّة ساحرة تولد مع الإنسان أو لا تولد بتاتاً، غير أنّ العلم أثبت عكس ذلك! وعلى رغم تأثيرها الكبير في سَير الحياة اليومية، إلّا أنّ أشخاصاً كثيرين لا يقرّون بأهمّية الكاريزما في حياتهم. ودعت يمّين الناس إلى الاعتماد على الكاريزما، فهي قد تجعل الآخرين يحقّقون رغباتكم.

«مفاتيح» الكاريزما إلى ذلك، لاحظت يمّين أنّ «الكاريزما تتحقّق عبر مفاتيح ثلاثة رئيسة، هي: الحضور، القوّة والحرارة».

أ- الحضور: بالنسبة إلى عدد كبير من الناس، تتجلّى الكاريزما أوّلاً بحضور الأشخاص القويّ، هذا ما أكّدته خبيرة الإتيكيت، موضحةً أنّ «الحضور القوي يعني القدرة على البقاء متيقظاً إلى ما يدور من حولك لحظة بلحظة». ومن وسائل تعزيز الحضور القوي عبر الأحاديث، ذكرت:

- الإصغاء إلى حديث الآخرين، وجعلهم في المقابل يُركّزون على حديثك الخاصّ، من خلال محاولة الحفاظ على انسجام أفكارك والحيلولة دون تشتّتها.

- النظر بعمق إلى أنماط اللون في عينَيْ الشخص الآخر، فهذا سيمنحك القدرة على البحث في أعماقه والتواصل معه بلغة العينين، وهذا ما اشتهر به الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.

ب- القوّة: بالنسبة إلى يميّن فإنّ «لغة الجسد هي العنصر الأبرز في القوّة، وتتجلّى مثلاً عبر الوقوف بنحوٍ مستقيم، وإبعاد القدمين عن بعضهما قليلاً، وإبقاء الكتفَين إلى الوراء، في حين يكون الخوف سبباً للغة جسد ضعيفة تتجلّى عبر التراخي».

ج- الحرارة: العنصر الأخير من عناصر الكاريزما يكمُن في الحرارة «وعندما نتكلّم عن الحرارة، نعني حرارة الصوت والنظرة في التعاطي مع الآخرين والتواصل معهم». لكنّ يمّين لاحظت أنّه «قد يصعب إيصال الحرارة إلى الشخص الآخر الذي لا نستلطفه». وبما أنّ الحرارة هي من وسائل تحقيق الكاريزما وبالتالي النجاح، دعت يمّين الناس إلى جعل أجسامهم تُطيع عقولهم. وقالت: «قوموا بما يتطلّبه الأمر لجعل الأشخاص الذين برفقتكم جذّابين ومثيرين للاهتمام».

من الضروري أخيراً تصويب ما ورد في مقال «يمّين لـ«الجمهورية»: المناسبات الأليمة تفرض شروطاً لا يُمكن تخطّيها، حيث وردَ أنّ المدة المثالية لتقديم العزاء تراوح بين ربع ساعة وساعة كاملة. ففي الواقع، إنّ المدّة المثالية لتقديم العزاء تراوح بين ربع ساعة ونصف ساعة حَدّاً أقصى.
الأكثر قراءة