الصقر مخطوف... وإرهاب الخطف طليق في البقاع
ألان سركيس
Friday, 07-Mar-2014 23:58
في بلد فقَد الأمن والإستقرار، لم يعد هناك من رادع في تنفيذ عمليات الخطف في وضح النهار، حيث أنّ الخاطفين يسرحون ويمرحون بغطاء سياسي من قوى الأمر الواقع، فيما أوكارهم معروفة، فيخرجون منها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية التي ترعب المواطنين وتنشر الخوف بين الأهالي.
كانت عروس البقاع زحلة على موعد مع عصابات الخطف، فأراد الخاطفون توجيه ضربة موجعة الى رجل الأعمال إبراهيم صقر، من خلال خطف إبنه ميشال البالغ من العمر 9 سنوات. ومعروف عن ابراهيم صقر ميوله وتأييده لـ»القوّات اللبنانية»، وهو ناشط سياسي في زحلة ويتعاطى الشأن العام، وقد رفع منذ مدّة لوحات في كل لبنان لرئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع كتب عليها شعار «صاحب مبدأ». ما جعل دوافع العملية غامضة، ولم يُعرف ما إذا كانت لدوافع مالية أو لأهداف سياسية.
البيئة الحاضنة
كأنّه لا يكفي منطقة البقاع الخضّات الأمنية التي تتعرّض لها، حتّى جاءت عمليات الخطف لتكشف أنّها منطقة محتلّة من عصابات إرهابية تمارس الخطف والسرقة والسطو والإتجار بالمخدّرات وكل أنواع الجريمة، ولا تبذل القوى السياسية أو قوى الأمر الواقع القابضة على قرارها أي مجهود للتعاون مع الدولة للقضاء على بؤر الإرهاب المعروفة، والتي تضرب المناطق الموالية لها قبل باقي المناطق، خصوصاً بعدما تبيّن أن سارقي السيارات المفخخة هم من بريتال ومعروفين بالإسم، ومحميّون من القوى السياسية الموجودة هناك.
وتكشف قوى الأمن الداخلي أنه تم تحديد هويات عصابات الخطف، وبلغ عددهم نحو 100 مجرم، لكن السؤال الذي يُطرح، لماذا لا تُعطّى الأوامر للأجهزة الامنية لتوقيف هذه العصابات، ولماذا لا تتعاون القوى السياسية الموجودة هناك، ومن يتحمّل مسؤولية الفلتان الأمني الحاصل، وماذا ستقول الدولة للأهالي الذين يرسلون أولادهم الى المدارس، وهل يعقل أن يختطف طفل وهو ذاهب الى مدرسته، وهل ستطلب منهم عدم إرسالهم خوفاً من تعرّضهم لعمليات خطف على الطريق؟
فهذه الظاهرة تضرب كل لبناني في الصميم، حيث أصبح أمن المجتمع مهدّداً، وقضية ميشال تصيب الجميع وليس عائلته فقط، فاذا كان الخاطفون تفوّقوا على إحتياطات الصقر، فكيف الحال بالنسبة الى المواطنيين العاديين، ومن يضمن أن لا تقوم هذه العصابات بتنفيذ إحتجاز جماعي للأطفال في المدارس طلباً للفدية. فالأهالي الذين يظنون أن الخطف لن يطاول أولادهم لأنهم من الطبقة الوسطى أو الفقيرة، مخطئون، فاذا وضع الخاطفون نصب أعينهم خطف طفل ينتمي الى عائلة ثريّة، فلن يمنعهم ذلك من أذيّة كل الأطفال.
لبنان المخطوف
عملية خطف الطفل ميشال الصقر متصلة بمخطط الخطف المتفشي في لبنان حيث فقد المواطن اللبناني الأمان وأصبح عرضةً للخطف في بلد تخطفه الفوضى. فمنذ ثلاث سنوات تكاثرت هذه العمليات في البقاع نتيجة تراخي القبضة الأمنية وتأثيرات الأزمة السوريّة، على الرغم من توقيف عدد كبير من العصابات.
وبدأت هذه الظاهرة خلال شهر آذار 2011 حين خطف أفراد عصابة إجرامية سبعة سياح أستونيين في منطقة البقاع، قبل إطلاقهم لقاء فدية مالية كبيرة، وقد تم كشف هوية أفراد هذه العصابة وتوقيف 10 منهم ومقتل إثنين أثناء عملية أمنية.
ومنذ ذلك التاريخ، تفاقمت جرائم الخطف لقاء فدية مالية وتشكّلت عصابات أُخرى إمتهنت هذا النوع من الجرائم التي طاولت حتى الأطفال، وقد بلغ مجموعها منذ العام 2011 وحتى اليوم 68 عملية. فحصلت 5عمليات عام 2011، 28 عملية عام 2012، 28 عملية عام 2013، 7 عمليات في العام الحالي.
وقد ارتكبت هذه العمليات عصابات مؤلفة من عشرات الأشخاص، وتم توقيف 64 شخصاً منهم ومقتل إثنين خلال عمليات أمنية نفذتها قوى الأمن الداخلي، إضافة الى توقيف 30 شخصاً من أفراد هذه العصابات على يد الأجهزة الأمنية الأُخرى، وكان آخرها توقيف شعبة المعلومات أربعة أشخاص في الأسبوعين الماضيين يشكلون مع آخرين عصابة خطف.
كذلك، لم يُنهِ مسلسل الخطف، إعتقال أحد أبرز المطلوبين في البقاع علي جفعر في عمليات خطف وسلب أموال في كانون الثاني الماضي في بعلبك، ولم ينفع إعتقال إبن بلدة بريتال محمد فياض إسماعيل قبل عام تقريباً من الحدّ من الخطف، وهو الذي اعتبر من أبرز المطلوبين في جرائم الخطف.
ففي شهر كانون الثاني الماضي، خُطف الشاب جوليان أنطون في منطقة عيون السيمان. وقد تركه الخاطفون قرب مفرق ايعات عند أطراف حي الشراونة في بعلبك. كذلك تم خطف رئيس مجمّع السمايا غسان حداد في الشهر نفسه. وتتابعت عمليات الخطف التي تحمل في طياتها أهدافاً سياسية، مثل الخطف المتبادل بين اللبوة وعرسال، والخطف في طرابلس ومناطق أخرى من الشمال، وإختطاف جوزف صادر على طريق المطار، والذي حرّك ملفّه أخيراً وزير العدل اللواء أشرف ريفي.
إحتياطات لم تُفِد
تكشف عائلة صقر لـ»ألجمهوريّة» أنّ «إبراهيم صقر كان يشعر بالخطر الأمني منذ مدّة، وقدّ طلب من سائق إبنه الذي يوصله الى المدرسة تغيير الطرقات التي يسلكها باستمرار، واستعمال أسلوب التمويه تفادياً لأيّ عمل يستهدف العائلة». لكن صباح أمس كان حزيناً على العائلة، التي صُدمت فور سماعها بنبأ خطف ميشال، فسارعت الى الإتصال بالمسؤولين الأمنيين لمعرفة مكان إبنها.
لا تغيب كلمة «انشالله خير» عن أفواه عائلة ميشال وأقربائه، الذين بات شغلهم الشاغل عودة ميشال الى المنزل سالماً، وقد غصّ منزل صقر في حي البستان بالوفود الشعبية المتضامنة والمستنكرة والعارضة لخدماتها. ويروي يوسف صقر ابن عمّ ابراهيم لـ»الجمهورية»ً تفاصيل الحادث، قائلاً: «كعادته وككل صباح، خرج ميشال مع شقيقتيه الى المدرسة في منطقة الغيضة برفقة السائق، وعلى بُعد 300 متر من المنزل، قامت سيارة هوندا بصدم سيارة ميشال الـ»كيا بيكانتو»، ما دفع سائقها للتوقف، فسارع جيب شيروكي يستقله 3 مسلحين الى اعتراضها، وقام أحدهم بضرب السائق على رأسه بمسدس، وفي هذه الأثناء حاولت شقيقته الهرب به على الطريق، لكنهم لحقوا بها وخطفوا ميشال تاركين سيارة الهوندا التي استقلها الخاطفون، والتي تبيّن أنها سُرقت منذ يومين من سن الفيل، وهي تعود للقمان زيدان»، مؤكداً أن «العائلة قامت بإتصالات على أعلى المستويات، متكلة على الدولة لتحرير ميشال»، مشدّداً على أن «خطوات تصعيدية ستتخذ في حال لم يطلق ميشال سريعاً». ولفت الى أنه «لم يتصل أحد من الخاطفين طلباً للفدية».
تحديد نقطة الخاطفين
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر أمنية لـ»ألجمهورية»، أنه «بعد ورود معلومات لمخابرات الجيش عن وجود ماهر طليس زعيم العصابة التي خطفت ميشال في بريتال، تمّ حصرهم في نقطة في جرود بريتال، ودهمت قوة من الجيش منزل طليس وتمرّكزت فيه»، مشيرةً الى أن «فوج المجوقل في الجيش اللبناني يقوم بمداهمات واسعة في بريتال والمحيط بحثاً عن ميشال، وقد حصل تبادل لإطلاق النار بين الجيش والمطلوبين وقد ساند موقع الجيش في منطقة النبي صالح القوّة التي تداهم وردّ الموقع على مصادر النيران».
وشدّدت على أنّ «داتا الإتصالات ومراقبة حركة الإتصالات هي التي كشفت أن طليس هو من نفّذ عملية الخطف، وقد وضعت الأجهزة الأمنية الخطوط الهاتفية للعائلة تحت المراقبة إذا اتصل أحد من الخاطفين».
زحلة... انتفضت
بعد انتشار خبر الإختطاف في زحلة، شهدت المدينة أوسع تضامن مع عائلة الصقر، وهذه المدينة تعاني في الفترات الأخيرة من مضايقات عصابات السرقة والخطف الناشطة في منطقة البقاع الشمالي. وقدّ أشار منسق «القوات اللبنانية» في زحلة ميشال تنوري لـ»الجمهورية»، الى أنّ «زحلة تمثّل الخاصرة الرخوة في البقاع من الناحية الأمنية، وخطف ميشال دليل على هذا الأمر، لكن هذه العملية لن تمرّ مرور الكرام، لأنّ الغضب يسود الأهالي وقدّ أقفلت الطرقات ولن تفتح إلّا بعد عودته الى عائلته».
وصعّد الأهالي إحتجاجاتهم، وأقفلت المؤسسات في المدينة، ونصب الأهالي خيماً عند أوتوستراد زحلة وأعلنوا الإعتصام المفتوح، وقامت شاحنات تابعة لشركة إبراهيم الصقر، بنقل الأتربة والحجارة. كذلك، أقفلت الطرق الفرعية والطرق المؤدية الى المدينة بالإطارات المشتعلة.
وعقد أساقفة مدينة زحلة والبقاع وفاعلياتها السياسية والحزبية والإجتماعية، إجتماعاً في دار مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة في حضور جميع فعاليات المدينة من مختلف إتجاهاتهم السياسية. كذلك عقدت كتلة «نواب زحلة» إجتماعاً وطالبت بإطلاق ميشال فوراً. وتفادياً للفتنة، عقد رئيس بلدية بريتال عباس اسماعيل إجتماعا في دار البلدية لفعاليات البلدة، معلنين تضامنهم مع أهل ميشال وعائلته وذويه.
استنفار وطني
وقد حرّكت هذه العملية أركان الدولة اللبنانية، فاتصل رئيس الحكومة تمام سلام بوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أطلعه على تفاصيل الحادث. كذلك اتصل بقيادتي حركة «أمل» و»حزب الله» وطلب منهما بذل جهودهما لمساعدة الأجهزة الرسمية على معالجة هذه المسألة. الى ذلك، اتصل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، بوالد الطفل إبراهيم صقر، كما تلقى اتصالاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لهذه الغاية.
ودان البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عملية الخطف، وأجرى اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جان قهوجي لحل هذه القضية سريعاً.
ومن الواضح، أنّ الحلّ هو بالقضاء على بؤر الإرهاب الموجودة في البقاع، لأنه إذا لم يتمّ تحرير ميشال، فإن مثل هذه العمليات ستتكرّر خصوصاً وأن رؤوس العصابات لاتزال حرة طليقة .
البيئة الحاضنة
كأنّه لا يكفي منطقة البقاع الخضّات الأمنية التي تتعرّض لها، حتّى جاءت عمليات الخطف لتكشف أنّها منطقة محتلّة من عصابات إرهابية تمارس الخطف والسرقة والسطو والإتجار بالمخدّرات وكل أنواع الجريمة، ولا تبذل القوى السياسية أو قوى الأمر الواقع القابضة على قرارها أي مجهود للتعاون مع الدولة للقضاء على بؤر الإرهاب المعروفة، والتي تضرب المناطق الموالية لها قبل باقي المناطق، خصوصاً بعدما تبيّن أن سارقي السيارات المفخخة هم من بريتال ومعروفين بالإسم، ومحميّون من القوى السياسية الموجودة هناك.
وتكشف قوى الأمن الداخلي أنه تم تحديد هويات عصابات الخطف، وبلغ عددهم نحو 100 مجرم، لكن السؤال الذي يُطرح، لماذا لا تُعطّى الأوامر للأجهزة الامنية لتوقيف هذه العصابات، ولماذا لا تتعاون القوى السياسية الموجودة هناك، ومن يتحمّل مسؤولية الفلتان الأمني الحاصل، وماذا ستقول الدولة للأهالي الذين يرسلون أولادهم الى المدارس، وهل يعقل أن يختطف طفل وهو ذاهب الى مدرسته، وهل ستطلب منهم عدم إرسالهم خوفاً من تعرّضهم لعمليات خطف على الطريق؟
فهذه الظاهرة تضرب كل لبناني في الصميم، حيث أصبح أمن المجتمع مهدّداً، وقضية ميشال تصيب الجميع وليس عائلته فقط، فاذا كان الخاطفون تفوّقوا على إحتياطات الصقر، فكيف الحال بالنسبة الى المواطنيين العاديين، ومن يضمن أن لا تقوم هذه العصابات بتنفيذ إحتجاز جماعي للأطفال في المدارس طلباً للفدية. فالأهالي الذين يظنون أن الخطف لن يطاول أولادهم لأنهم من الطبقة الوسطى أو الفقيرة، مخطئون، فاذا وضع الخاطفون نصب أعينهم خطف طفل ينتمي الى عائلة ثريّة، فلن يمنعهم ذلك من أذيّة كل الأطفال.
لبنان المخطوف
عملية خطف الطفل ميشال الصقر متصلة بمخطط الخطف المتفشي في لبنان حيث فقد المواطن اللبناني الأمان وأصبح عرضةً للخطف في بلد تخطفه الفوضى. فمنذ ثلاث سنوات تكاثرت هذه العمليات في البقاع نتيجة تراخي القبضة الأمنية وتأثيرات الأزمة السوريّة، على الرغم من توقيف عدد كبير من العصابات.
وبدأت هذه الظاهرة خلال شهر آذار 2011 حين خطف أفراد عصابة إجرامية سبعة سياح أستونيين في منطقة البقاع، قبل إطلاقهم لقاء فدية مالية كبيرة، وقد تم كشف هوية أفراد هذه العصابة وتوقيف 10 منهم ومقتل إثنين أثناء عملية أمنية.
ومنذ ذلك التاريخ، تفاقمت جرائم الخطف لقاء فدية مالية وتشكّلت عصابات أُخرى إمتهنت هذا النوع من الجرائم التي طاولت حتى الأطفال، وقد بلغ مجموعها منذ العام 2011 وحتى اليوم 68 عملية. فحصلت 5عمليات عام 2011، 28 عملية عام 2012، 28 عملية عام 2013، 7 عمليات في العام الحالي.
وقد ارتكبت هذه العمليات عصابات مؤلفة من عشرات الأشخاص، وتم توقيف 64 شخصاً منهم ومقتل إثنين خلال عمليات أمنية نفذتها قوى الأمن الداخلي، إضافة الى توقيف 30 شخصاً من أفراد هذه العصابات على يد الأجهزة الأمنية الأُخرى، وكان آخرها توقيف شعبة المعلومات أربعة أشخاص في الأسبوعين الماضيين يشكلون مع آخرين عصابة خطف.
كذلك، لم يُنهِ مسلسل الخطف، إعتقال أحد أبرز المطلوبين في البقاع علي جفعر في عمليات خطف وسلب أموال في كانون الثاني الماضي في بعلبك، ولم ينفع إعتقال إبن بلدة بريتال محمد فياض إسماعيل قبل عام تقريباً من الحدّ من الخطف، وهو الذي اعتبر من أبرز المطلوبين في جرائم الخطف.
ففي شهر كانون الثاني الماضي، خُطف الشاب جوليان أنطون في منطقة عيون السيمان. وقد تركه الخاطفون قرب مفرق ايعات عند أطراف حي الشراونة في بعلبك. كذلك تم خطف رئيس مجمّع السمايا غسان حداد في الشهر نفسه. وتتابعت عمليات الخطف التي تحمل في طياتها أهدافاً سياسية، مثل الخطف المتبادل بين اللبوة وعرسال، والخطف في طرابلس ومناطق أخرى من الشمال، وإختطاف جوزف صادر على طريق المطار، والذي حرّك ملفّه أخيراً وزير العدل اللواء أشرف ريفي.
إحتياطات لم تُفِد
تكشف عائلة صقر لـ»ألجمهوريّة» أنّ «إبراهيم صقر كان يشعر بالخطر الأمني منذ مدّة، وقدّ طلب من سائق إبنه الذي يوصله الى المدرسة تغيير الطرقات التي يسلكها باستمرار، واستعمال أسلوب التمويه تفادياً لأيّ عمل يستهدف العائلة». لكن صباح أمس كان حزيناً على العائلة، التي صُدمت فور سماعها بنبأ خطف ميشال، فسارعت الى الإتصال بالمسؤولين الأمنيين لمعرفة مكان إبنها.
لا تغيب كلمة «انشالله خير» عن أفواه عائلة ميشال وأقربائه، الذين بات شغلهم الشاغل عودة ميشال الى المنزل سالماً، وقد غصّ منزل صقر في حي البستان بالوفود الشعبية المتضامنة والمستنكرة والعارضة لخدماتها. ويروي يوسف صقر ابن عمّ ابراهيم لـ»الجمهورية»ً تفاصيل الحادث، قائلاً: «كعادته وككل صباح، خرج ميشال مع شقيقتيه الى المدرسة في منطقة الغيضة برفقة السائق، وعلى بُعد 300 متر من المنزل، قامت سيارة هوندا بصدم سيارة ميشال الـ»كيا بيكانتو»، ما دفع سائقها للتوقف، فسارع جيب شيروكي يستقله 3 مسلحين الى اعتراضها، وقام أحدهم بضرب السائق على رأسه بمسدس، وفي هذه الأثناء حاولت شقيقته الهرب به على الطريق، لكنهم لحقوا بها وخطفوا ميشال تاركين سيارة الهوندا التي استقلها الخاطفون، والتي تبيّن أنها سُرقت منذ يومين من سن الفيل، وهي تعود للقمان زيدان»، مؤكداً أن «العائلة قامت بإتصالات على أعلى المستويات، متكلة على الدولة لتحرير ميشال»، مشدّداً على أن «خطوات تصعيدية ستتخذ في حال لم يطلق ميشال سريعاً». ولفت الى أنه «لم يتصل أحد من الخاطفين طلباً للفدية».
تحديد نقطة الخاطفين
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر أمنية لـ»ألجمهورية»، أنه «بعد ورود معلومات لمخابرات الجيش عن وجود ماهر طليس زعيم العصابة التي خطفت ميشال في بريتال، تمّ حصرهم في نقطة في جرود بريتال، ودهمت قوة من الجيش منزل طليس وتمرّكزت فيه»، مشيرةً الى أن «فوج المجوقل في الجيش اللبناني يقوم بمداهمات واسعة في بريتال والمحيط بحثاً عن ميشال، وقد حصل تبادل لإطلاق النار بين الجيش والمطلوبين وقد ساند موقع الجيش في منطقة النبي صالح القوّة التي تداهم وردّ الموقع على مصادر النيران».
وشدّدت على أنّ «داتا الإتصالات ومراقبة حركة الإتصالات هي التي كشفت أن طليس هو من نفّذ عملية الخطف، وقد وضعت الأجهزة الأمنية الخطوط الهاتفية للعائلة تحت المراقبة إذا اتصل أحد من الخاطفين».
زحلة... انتفضت
بعد انتشار خبر الإختطاف في زحلة، شهدت المدينة أوسع تضامن مع عائلة الصقر، وهذه المدينة تعاني في الفترات الأخيرة من مضايقات عصابات السرقة والخطف الناشطة في منطقة البقاع الشمالي. وقدّ أشار منسق «القوات اللبنانية» في زحلة ميشال تنوري لـ»الجمهورية»، الى أنّ «زحلة تمثّل الخاصرة الرخوة في البقاع من الناحية الأمنية، وخطف ميشال دليل على هذا الأمر، لكن هذه العملية لن تمرّ مرور الكرام، لأنّ الغضب يسود الأهالي وقدّ أقفلت الطرقات ولن تفتح إلّا بعد عودته الى عائلته».
وصعّد الأهالي إحتجاجاتهم، وأقفلت المؤسسات في المدينة، ونصب الأهالي خيماً عند أوتوستراد زحلة وأعلنوا الإعتصام المفتوح، وقامت شاحنات تابعة لشركة إبراهيم الصقر، بنقل الأتربة والحجارة. كذلك، أقفلت الطرق الفرعية والطرق المؤدية الى المدينة بالإطارات المشتعلة.
وعقد أساقفة مدينة زحلة والبقاع وفاعلياتها السياسية والحزبية والإجتماعية، إجتماعاً في دار مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة في حضور جميع فعاليات المدينة من مختلف إتجاهاتهم السياسية. كذلك عقدت كتلة «نواب زحلة» إجتماعاً وطالبت بإطلاق ميشال فوراً. وتفادياً للفتنة، عقد رئيس بلدية بريتال عباس اسماعيل إجتماعا في دار البلدية لفعاليات البلدة، معلنين تضامنهم مع أهل ميشال وعائلته وذويه.
استنفار وطني
وقد حرّكت هذه العملية أركان الدولة اللبنانية، فاتصل رئيس الحكومة تمام سلام بوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أطلعه على تفاصيل الحادث. كذلك اتصل بقيادتي حركة «أمل» و»حزب الله» وطلب منهما بذل جهودهما لمساعدة الأجهزة الرسمية على معالجة هذه المسألة. الى ذلك، اتصل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، بوالد الطفل إبراهيم صقر، كما تلقى اتصالاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لهذه الغاية.
ودان البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عملية الخطف، وأجرى اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جان قهوجي لحل هذه القضية سريعاً.
ومن الواضح، أنّ الحلّ هو بالقضاء على بؤر الإرهاب الموجودة في البقاع، لأنه إذا لم يتمّ تحرير ميشال، فإن مثل هذه العمليات ستتكرّر خصوصاً وأن رؤوس العصابات لاتزال حرة طليقة .
الأكثر قراءة