ما هي علامات «التوحُّد»؟
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

Wednesday, 05-Feb-2014 00:03
إضطراب نفسي واجتماعي يُصيب الولد منذ صغره ويؤثّر سلباً في حياته، إنّه التوحُّد. فهل من إشارات معيّنة تُساعدنا في اكتشاف هذا المرض؟
على رغم أنّ هذا المرض لا يزال نادراً عموماً، غير أنّه أضحى معروفاً أكثر فأكثر، وأسبابه جينيّة، حيث إنّ الدماغ لا يتطور طبيعياً ولا يستطيع تلقّي المعلومة مثلما يجب بسبب اضطراب عصبي. ويمكن لبعض العوامل زيادة فرص الإصابة بالمرض، مثل تناول الأمّ لأدوية معيّنة خلال فترة الحمل. وما يجب معرفته هو أنّ التوحّد متفاوت الدرجات، حيث إنّ بعض الحالات يكون مُتقدِّماً جداً، فيما البعض الآخر لا يكون ظاهراً جيداً.

صحيح أنّ هذا المرض غامضٌ في نواحٍ كثيرة، إلّا أنّ العلماء حدّدوا أبرز الخصائص التي يجب على الأهل معرفتها للإسراع إلى علاجه في حال تشخيصه. ففي ما يخصّ التواصل، يمكن أن تشمل أعراض ظهور المرض في حالات الصمّ أحياناً، فنلاحظ تأخُّراً في النطق واللغة لديهم، إضافة إلى أنّهم لا يُجيبون عندَ مُناداتهم، أو أنّهم لا يسمعون التعليمات التي نُعطيهم إيّاها، وعجزهم عن التواصُل لطلب ما يريدون، علاوةً على عجزهم عن الإشارة بالإصبع إلى الأشياء وتوقّفهم عن الكلام على رغم إجادتهم بعض الكلمات في السابق.

أمّا على الصعيد الإجتماعي، فإنّ إشارات التنبيه الأساسيّة تشمل عدم الضحك، الإستقلاليّة وتفضيل المرضى الصغار اللعب بمفردهم، وانعزالهم عن مُحيطهم وتجاهلم له وعيشهم في عالمهم الخاصّ، وعدم اكتراثهم للأولاد من حَولهم وعدم نظرهم في العيون.

كذلك، يُمكن أن يكون سلوك الولد المريض مشبوهاً إذا كان يُعاني نوبات غضب، أو يكون نشاطه مفرطاً، وقد لا يُظهر تعاوناً، ولا يُجيد اللعب بالألعاب، أو أنّه يُكرِّر الأشياء نفسها إلى ما لا نهاية، ويُظهر تعلُّقاً ببعض الأدوات على نحو غير طبيعي، وقد تكون لديه تحرُّكات غير عاديّة مثل المشي على رؤوس الأصابع، فضلاً عن مُعاناته حساسيّة مفرطة على بعض المواد أو الأصوات. وإذا لاحظ الأهل أحد هذه التصرُّفات، عليهم استشارة الطبيب بلا تأخير، علماً أنّها قد لا ترمز بالضرورة إلى التوحّد.

وإذا شخَّص الطبيب إصابة الطفل بالتوَحُّد، يكون العلاج مُرتبطاً بقُدرته على الاستجابة، من خلال حَضّه المريض قدر المستطاع على أن يكون مُستقلّاً وقادراً على تأدية أمور مُعيّنة بنفسه، والعودة إلى المدرسة واستكمال حياته الطبيعية. وعادة يتمثّل العلاج بالأدوية، إذ قد يُعاني المريض أحياناً بعض الاضطرابات المصاحبة للمرض، مثل التوتر والكهرباء، فضلاً عن ضرورة استشارة مجموعة من الإختصاصيين في مجالات علم النفس والوعي السلوكي والنطق واللغة، حتّى يستطيعوا مُتابعة وضعه.

ولا بدّ من لفت الإنتباه أخيراً إلى أنّ المتابعة تكون طويلة، وكلّما سارع الأهل إلى العلاج وأظهروا دعماً مُنتظماً، استفادَ الولد وتحسَّن وضعه باكراً وأحرز بذلك تقدُّماً أكبر وأهمّ.
الأكثر قراءة