روبى الأسمر: حَصِّن جسمك ضدّ أخطر الأمراض
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

Wednesday, 08-Jan-2014 23:59
صحيح أنّ الطبّ يتقدّم باستمرار، غير أنّ عدد حالات الأمراض الخطيرة لا يزال يبلغ رقماً مُخيفاً لا بدّ من «تحطيمه» من خلال تعميم الخطوات الوقائيّة والقيام بحملات توعية إضافية.
من بين الأهداف التي تريد تحقيقها في العام 2014، من المهمّ عدم إغفال الشقّ المرتبط بالصحّة التي يعجزالفرد عندما يفقدها عن القيام بالأعمال التي تستهويه. إختصاصيّة التغذية روبى الأسمر خصّت «الجمهورية» بنصائحها القيّمة الهادفة إلى تقليص خطر إصابتك بأكثر الأمراض خطورة على الإطلاق.

مشكلات القلب والضغط

بداية لفتت إلى أنّ «أمراض القلب والضغط تحتلّ المرتبة الأولى كونها الأكثر انتشاراً في العالم وتتسبّب في وفاة نسبة كبيرة من الرجال والنساء على حدّ سواء»، وقالت في هذا السياق: «إلى جانب الخضوع لفحوصات منتظمة والتوقّف عن التدخين، من الضروريّ التقيّد بغذاء صحّي يكون عبارة عن نظام قليل المقالي والملح والدهون المشبّعة وتلك الموجودة في اللحوم الحمراء، خصوصاً أنّ الدراسات الحديثة أكّدت أنّ حامض الـ L- Carnitine الموجود في اللحوم يساعد في تشكيل الترسّبات على الشرايين وبالتالي زيادة خطر أمراض القلب والجلطات. كذلك لا بدّ من السيطرة على الأطعمة الغنيّة بالكولسترول، والإكتفاء على سبيل المثال بتناول أربعة صفار بيض في الأسبوع».

وأضافت: «يجب أيضاً التخفيف من منتجات الألبان الغنيّة بالدهون، واختيار تلك الخفيفة الدسم كالحلّوم أو العكّاوي اللايت، والإبتعاد عن الفيتا والبلغاري والأجبان الفرنسيّة كونها تحتوي نسبة عالية من الدهون. وفي ما يخصّ الحلويات والبسكويت، يجب تفاديها حتى إذا تمّ تحضيرها في المنزل كونها تحتوي الزبدة»، مشيرة إلى أنّ «كلّ الأطعمة المصنّعة والمعلّبة تحتوي كميات عالية من الملح».

غير أنّ روبى شدّدت على أنّ «الإبتعاد عن هذه الأطعمة لا يعني الحرمان من الأكل، إنّما اختيار الأغذية الصحيحة. بمعنى التركيز على غذاء غنيّ بالفاكهة والخضار ومنتجات الحبوب الكاملة. كذلك يجب إيلاء أهمّية للطبخ اللبناني الذي يُعتبر من أهمّ أنواع الأغذية الواقية من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، كونه غنيّ بالحبوب والخضار والفاكهة والأسماك التي تزوّد الجسم بالدهون الجيّدة المتمثّلة بالأوميغا 3 و6 التي تسيطر على معدل الدهون في الدم وتحمي من أمراض القلب».

وتابعت: «لا بدّ كذلك من الحصول بإعتدال على المكسّرات النيّئة كسناك، كونها تزوّدنا بالدهون الجيّدة التي تحمي شرايين القلب. أمّا الكحول فليست ممنوعة لكن بالتأكيد توجد حدود يجب الإلتزام بها، بحيث إنّ الرجال عليهم الإكتفاء بشرب كأسين أمّا النساء فكأس واحدة تكفيهنّ»، مؤكّدة أنّ «كثرة الكحول تزيد أمراض القلب والكبد وارتفاع الكولسترول في الدم».

كذلك نصحت بـ»الحفاظ على وزن صحّي بما أنّ تراكم الدهون في محيط الخصر يُعدّ العامل الأوّل لأمراض القلب. يجب أن يبلغ خصر الرجال أقلّ 102 سم، وخصر النساء أقلّ من 88 سم، وذلك يتحقّق بالتأكيد من خلال الأكل الصحّي وتمارين رياضيّة لا تقلّ عن الساعتين في الأسبوع».

نصائح لمختلف الأعمار

ماذا توصي روبى الأسمر مختلف الفئات العمريّة للوقاية من أمراض القلب؟ قالت:

- «في العشرينات، يمكن البدء بالخضوع لفحوصات مرّة كلّ عام، والتمسّك بالرياضة وتفادي التدخين والأماكن المكتظّة بالسجائر والأراكيل تفادياً للتدخين السلبيّ.

- في الثلاثينات، من المهمّ تطبيق جميع النصائح المذكورة الخاصّة بحماية القلب، إلى جانب الإطلاع على تاريخ العائلة لمعرفة إذا ما كان أحدّ المقرّبين قد عانى من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم بما أنّ ذلك يزيد من احتمال إصابتك بها وخطورة الامر. كذلك من المهمّ السيطرة على التوتر ومعالجته من خلال الرياضة والتفاؤل، كون هذا العامل يرفع ضغط الدم ويؤثّر في شرايين القلب.

- في الأربعينات، يجب الإنتباه إلى الوزن خصوصاً عند النساء اللواتي قد يدخلن في مرحلة انقطاع الطمث التي تزيد معدل الوزن. كذلك من المهمّ الخضوع للفحوصات والسيطرة على معدل الدهون والسكّر في الدم. أمّا وفي حال بدأ الشخير خلال هذه المرحلة، يجب عدم الإستهتار به بما أنّه قد يدلّ على انقطاع التنفّس أثناء النوم الذي يزيد خطر أمراض القلب وحتّى الجلطات.

- أمّا في الخمسينات والستينات والسبعينات، يجب التمسّك بنظام غذائي صحّي واستشارة الطبيب لمعرفة الأعراض المُصاحبة للسكتات القلبيّة والمتمثّلة على سبيل المثال بتنميل اليد وأوجاع الصدر... ولا ننسى بالتأكيد الخضوع لفحوصات منتظمة والتمسّك بتوصيات الطبيب والأدوية التي يصفها».

السكّري

وفي ما يخصّ مرض السكّري الذي لا يقلّ انتشاراً عن مشكلات القلب، أفادت: «يجب بالتأكيد الإنتباه إلى معدل الوزن كونه يُعدّ عاملاً رئيساً وراء الإصابة بهذا الداء. عندما تتراكم الدهون خصوصاً في منطقة البطن، تزداد المقاومة على الإنسولين ما يؤدي إلى ارتفاع السكّر في الدم وحتّى زيادة الوزن. وبما أنّ مرض السكّري يؤثّر سلباً في مختلف أعضاء الجسم، مثل شرايين القلب والكلى والعيون...، من المهمّ إذاً التركيز على الدهون الجيّدة والإبتعاد عن المقالي واللحوم الحمراء.

عموماً إنّ الناس يخشون تناول الحبوب كونها مصدراً للنشويات، لكن يجب التشديد على أنّ هذا النوع من النشويّات صحّي كونه يتطلّب وقتاً أطول للهضم ما يقي من ارتفاع مستوى السكّر في الدم بسرعة. على مريض السكّري تفادي السكّر المُضاف إلى الأكل والحبوب المكرّرة مثل الخبز الأبيض والمنتجات المصنوعة من الطحين الأبيض، وعدم الإفراط في عصائر الفاكهة والإنتباه إلى طريقة سكب الأكل كما يجب، أي تقسيم الصحن بشكل يأتي ربعه نشويات وثلاثة أرباعه طبخ».

كذلك شدّدت روبى على «ضرورة إدخال الرياضة للوقاية من مختلف الأمراض، بما أنّها تسيطر على مستوى السكّر في الدم وتحمي الجسم من مقاومة الإنسولين»، لافتة إلى أنّها «لا تعني بالضرورة الإنخراط في النادي الرياضي، إذ يمكن أيضاً لعب كرة السلّة أو كرة القدم أو الإنخراط في صفوف الزومبا أو اليوغا أو البيلاتس...».

السرطان

وعن أمراض السرطان، صرّحت: «يجب عدم تهويل الناس بطريقة مبالغ بها. طالما أنّك متمسّك بالأكل الصحّي والرياضة والإمتناع عن التدخين والإبتعاد عن الأكل المصنّع الذي يدخل في تركيبته الكثير من المواد المصنّعة، فإنّك بذلك ستقلّص فرص إصابتك بها.

يجب أيضاً التخفيف من كمية اللحوم الحمراء، خصوصاً وأنّ الدراسات تؤكّد ارتباطها بخطر الإصابة بالسرطان، وتحديداً سرطان القولون. كذلك لا بدّ من التخفيف من التوتر الذي ينتج عنه سموم تُعرف بالجذور الحرّة التي تؤذي الخلايا فتُقسَّم بالتالي سريعاً وتولّد الأورام»، لافتة إلى أهمّية الأكل الغنيّ بمضادات الأكسدة كالفيتامينات A وC وE ومعدن السيلينيوم كونها تحمي من الجذور الحرّة.

حقّق أهدافك تدريجاً

وأنهت روبى الأسمر حديثها بالقول: «يصعب تطبيق كل الأمور المذكورة دفعة واحدة وخلال عام. لذا لا بدّ من الإقدام عليها خطوة تلوَ الأخرى، الأمر الذي سيمنحك الشعور بأنّك قادر على تحقيق أهدافك. بدل القول إنّك تريد التوقّف فوراً عن التدخين، قُم بذلك تدريجاً. بمعنى أنّه وبدل تدخين علبة سجائر في الشهر يمكنك خفض الكمية إلى 15 سيجارة، على أن تتابع مسيرتك إلى حين بلوغ مرحلة تستطيع خلالها الإستغناء كلّياً عن التبغ.

أمّا وإن كنت تحبّ المقالي أو الحلويات، فلست مضطراً إلى التوقّف عنها إنّما تناولها فقط مرّة في الأسبوع. وبذلك فإنّك لن تشعر أنّك ممنوع، وفي الوقت نفسه تُعير انتباهاً لصحّتك»، مشدّدة على ضرورة «الفصل بين العمل وأوقات الراحة كون ذلك يزيد خطر تعرّضك للتوتر والعصبيّة وحتّى الحساسيّة».
الأكثر قراءة