بين الأخوات... أربع علاقات مختلفة
اليسار حبيب
Thursday, 12-Dec-2013 23:59
تحلم الفتاة الصغيرة بأن يكون الجنين في أحشاء أمّها فتاةً أخرى مثلها، فتلعبان سوياً وتكبران وتتشاطران الغرفة وخزانة الملابس ذاتها، وتعيشان المغامرات العاطفية معاً. ولكن أحياناً تتصادمان وتتشاجران، إلّا أنّهما سرعان ما تتراضيان، فما سرّ العلاقة التي تربط الاخوات؟
تشهد العلاقات التي تربط الاخوات ببعضهنّ البعض أنماطاً مختلفة تصل الى حدّ التطرّف أحياناً. فتارةً تكونان الشقيقتان أشبه بالتوأمتين، لا تنفصلان، وتارةً أخرى تصبحان كالعدوتين، وقد ميّزت الاختصاصية في علم النفس العيادي ماريز فايان، في كتابها «بين الاخوات» أربعةَ أنواعٍ من العلاقات التي تربطهنّ.
• 1 - الاخت المنافسة
تقول الاختصاصية في علم النفس العيادي ماريز فايان، إنّ التنافس بين الاخوات هي مرحلة طبيعية وضرورية تمرّ بها معظم الفتيات ليتمكنّ من الانتقال الى مرحلة أخرى من المشاعر التي تتجاذبنهنّ، وخصوصاً مرحلة الوحدة والتضامن مع بعضهنّ البعض.
ولكن أوضحت فايان في كتابها أنّ هناك «أخوات لا يمكنهنّ تخطي المرحلة التنافسية التي تستمرّ بينهن فترة طويلة، حيث تبقى أيّ فتاة -تشعر بالغيرة من أختها- طفلةً صغيرة لا ترغب في أن تكبر ولا يمكنها أن تنمو جيّداً». وقد إعتبرت أنّ السبب يكمن في «مواجهة مَن تعاني هذا الشعور بعض العراقيل، والغيرة تعيق نموّها بشكل سليم، فترغب في البقاء طفلة صغيرة».
• 2 - الأخت المتضامنة
وفي طور حديثها عن أنواع العلاقات الأربع التي تربط الاخوات وتجمع بينهنّ، تطرّقت فايان الى العلاقة «التضامنية التي تنشأ بين ايّ أختَين خصوصاً لدى تلك التي كبرت قبلاً (وليس بالضرورة الاكبر سنّاً وإنما التي نمت وإنتقلت من مرحلة الغيرة الى مرحلة الخوف على اختها والتضامن معها).
وفرّقت بين المشاعر التي تسود هذه المرحلة وتلك التي تظهر في مرحلة الغيرة، فقالت «عندما تجمع بين الاختَين علاقة تنافسية، تكون الكبيرة هي مَن تغار من الصغيرة التي تتلقى كلّ الغنج والاهتمام، ولكن عندما تنشأ بينهما علاقة تضامنية فإنّ الاخت الحنونة تكون قد تخطّت كل مشاعر الغيرة وتبدي إهتماماً خاصّاً بأختها التي لا يمكنها تخيّل حياتها من دونها». واكّدت فايان في كتابها الذي يتمحور حول علاقة الأخوات أنّ «هذا النوع من التضامن يمكن إدراجه ضمن التضامن النسائي، ففي الحضارات المختلفة ثمّة نوع من التضامن يربط النساء ويجمع في ما بينهنّ».
• 3 - الاخت المسيطرة
في هذه العلاقة التي تربط الاخوات يبرز نوع من الصراع على السلطة والحصول على إهتمام الأهل، حيث ترغب الفتاة البكر في الحصول على كلّ شيء، على الغرفة بكاملها وعلى الالعاب وخزانة الملابس، وترغب في السيطرة والحصول على السلطة. وتفسّر فايان سبب هذا الشعور قائلةً «قبل أن تأتي الى المنزل فتاةٌ جميلة أخرى تحظى بإهتمام الوالدين، تكون الفتاة الكبرى قد حظيت بكامل الرعاية والاهتمام وتكون قد إعتادت على كونها الفتاة البكر والوحيدة».
وحذّرت فايان في كتابها من بعض العقد التي تصيب الفتاة البكر والتي لها علاقة بالرجال «إذ ستعتقد الأخت الكبرى التي تحوّل إهتمام والدها عنها ليتمكّن من رعاية أختها الصغيرة، بأنّ الرجال خونة وخصوصاً الآباء». وأوضحت فايان أنّ سبب سيطرة الفتاة الكبيرة على الصغيرة يكمن في «التربية التي تلقّتها من والديها اللذين إعتادا على تلبية كلّ مطالبها»، وإعتبرت انّ «الوضع سيختلف مع مجيء الطفل الثالث».
• 4 - الاخت الاخيرة
هي نموذج الفتاة المدللة والتي لن تكبر أبداً مهما تقدّمت في السنّ، والتي يُقال عنها في لغتنا اللبنانية «آخر العنقود». وتؤكّد فايان أنّ عدم تمكّن الفتاة الصغيرة والاخيرة من النموّ، يكمن في حصولها على الكثير من الغنج والدلال، ليس من والديها وحسب وإنما من جميع أفراد أسرتها المستعدّين لتلبية كلّ متطلباتها والتي ستبقى صغيرة في نظرهم.
... وبعض الاجوبة الشافية
كذلك، قدّمت الاختصاصية النفسية الاجوبة الشافية عن أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن الاهل حول علاقة الأخوات، وقد تلخّصت بالأسئلة الآتية:
• أ - ما هي المراحل الأساسية في تطوّر علاقة الأخوات؟
إختصرت فايان في كتابها «بين الأخوات» مراحل تطوّر علاقة الأخوات بأربع أساسية وهي: أوّلاً تمرّ الأخوات بمرحلة «أوديب»، التي تتجلّى بإتخاذ مواقف مختلفة تجاه والدهم ووالدتهم، ومحاولة التشبه بمن يجدونه الامثل، فتلعب إحداهما دور الامّ فيما تلعب الثانية دور الأب.
ومن ثمّ تمرّ علاقتهما بمرحلة البلوغ، فإما تنفصلان عن بعضهما وتشعران بالكره والحقد، وإما تبقيان متّصلتين ومنسجمتين. أمّا المرحلة الثالثة فتكمن في زواج كلّ منهما وتأسيسهما عائلة وحياة جديدة، وفي هذه المرحلة إما تبتعدان أكثر فأكثر عن بعضهما أو تبقيان متّحدتين. لتعودا فتجتمعان في المرحلة الرابعة الاكثر صدقاً لهما، وهي مرحلة الشيخوخة.
• ب- لماذا يقال بأنّ العلاقة التي تربط الأخوات هي عاطفية؟
ردّاً على هذا السؤال، أجابت الاختصاصية النفسية أنّ ثمّة شقيقات لا يبالين بشقيقاتهنّ، خصوصاً إذا كان فارق السنّ بينهنّ كبيراً جدّاً، أو إذا واجهن بعض الخلافات والمشاكل الحادّة. ولكن إجمالاً، تتشارك الأخوات الطفولة ذاتها ويملكن الذكريات ذاتها، ويتعلّمن ويكبرن وينضجن سوياً ولكن في الوقت عينه تحافظ كل منهن على شخصيّتها المستقلّة. وبإختصار تقول فايان «الاخت هي جزء من الطفولة وجزء من الذات، وذلك هو سبب العلاقة العاطفية التي تجمع بين الأخوات».
• ج- لماذا تجتاح علاقة الأخوات مشاعر متضاربة؟
في هذا السياق، أقرّت الإختصاصية النفسية أنّ المشاعر بين الاخوات غالباً ما تكون متضاربة تتراوح بين اللامبالاة والشغف. وقد أقرّت فايان أنّها واجهت الكثير من المشاكل في الحصول على المعلومات أثناء تحضيرها لكتابها، ذلك انّ معظم الابحاث تتطرّق الى علاقة الأشقاء ببعضهم البعض وليس الشقيقات. وقد لاحظت أنّ سرّ العلاقة المتضاربة بين الشقيقات يعود الى محاولة تشبههن بأمّهن، وبالتالي يتشاركن الانوثة التي لا تكون دائماً جميلة بل تكون أحياناً بغيضة
• 1 - الاخت المنافسة
تقول الاختصاصية في علم النفس العيادي ماريز فايان، إنّ التنافس بين الاخوات هي مرحلة طبيعية وضرورية تمرّ بها معظم الفتيات ليتمكنّ من الانتقال الى مرحلة أخرى من المشاعر التي تتجاذبنهنّ، وخصوصاً مرحلة الوحدة والتضامن مع بعضهنّ البعض.
ولكن أوضحت فايان في كتابها أنّ هناك «أخوات لا يمكنهنّ تخطي المرحلة التنافسية التي تستمرّ بينهن فترة طويلة، حيث تبقى أيّ فتاة -تشعر بالغيرة من أختها- طفلةً صغيرة لا ترغب في أن تكبر ولا يمكنها أن تنمو جيّداً». وقد إعتبرت أنّ السبب يكمن في «مواجهة مَن تعاني هذا الشعور بعض العراقيل، والغيرة تعيق نموّها بشكل سليم، فترغب في البقاء طفلة صغيرة».
• 2 - الأخت المتضامنة
وفي طور حديثها عن أنواع العلاقات الأربع التي تربط الاخوات وتجمع بينهنّ، تطرّقت فايان الى العلاقة «التضامنية التي تنشأ بين ايّ أختَين خصوصاً لدى تلك التي كبرت قبلاً (وليس بالضرورة الاكبر سنّاً وإنما التي نمت وإنتقلت من مرحلة الغيرة الى مرحلة الخوف على اختها والتضامن معها).
وفرّقت بين المشاعر التي تسود هذه المرحلة وتلك التي تظهر في مرحلة الغيرة، فقالت «عندما تجمع بين الاختَين علاقة تنافسية، تكون الكبيرة هي مَن تغار من الصغيرة التي تتلقى كلّ الغنج والاهتمام، ولكن عندما تنشأ بينهما علاقة تضامنية فإنّ الاخت الحنونة تكون قد تخطّت كل مشاعر الغيرة وتبدي إهتماماً خاصّاً بأختها التي لا يمكنها تخيّل حياتها من دونها». واكّدت فايان في كتابها الذي يتمحور حول علاقة الأخوات أنّ «هذا النوع من التضامن يمكن إدراجه ضمن التضامن النسائي، ففي الحضارات المختلفة ثمّة نوع من التضامن يربط النساء ويجمع في ما بينهنّ».
• 3 - الاخت المسيطرة
في هذه العلاقة التي تربط الاخوات يبرز نوع من الصراع على السلطة والحصول على إهتمام الأهل، حيث ترغب الفتاة البكر في الحصول على كلّ شيء، على الغرفة بكاملها وعلى الالعاب وخزانة الملابس، وترغب في السيطرة والحصول على السلطة. وتفسّر فايان سبب هذا الشعور قائلةً «قبل أن تأتي الى المنزل فتاةٌ جميلة أخرى تحظى بإهتمام الوالدين، تكون الفتاة الكبرى قد حظيت بكامل الرعاية والاهتمام وتكون قد إعتادت على كونها الفتاة البكر والوحيدة».
وحذّرت فايان في كتابها من بعض العقد التي تصيب الفتاة البكر والتي لها علاقة بالرجال «إذ ستعتقد الأخت الكبرى التي تحوّل إهتمام والدها عنها ليتمكّن من رعاية أختها الصغيرة، بأنّ الرجال خونة وخصوصاً الآباء». وأوضحت فايان أنّ سبب سيطرة الفتاة الكبيرة على الصغيرة يكمن في «التربية التي تلقّتها من والديها اللذين إعتادا على تلبية كلّ مطالبها»، وإعتبرت انّ «الوضع سيختلف مع مجيء الطفل الثالث».
• 4 - الاخت الاخيرة
هي نموذج الفتاة المدللة والتي لن تكبر أبداً مهما تقدّمت في السنّ، والتي يُقال عنها في لغتنا اللبنانية «آخر العنقود». وتؤكّد فايان أنّ عدم تمكّن الفتاة الصغيرة والاخيرة من النموّ، يكمن في حصولها على الكثير من الغنج والدلال، ليس من والديها وحسب وإنما من جميع أفراد أسرتها المستعدّين لتلبية كلّ متطلباتها والتي ستبقى صغيرة في نظرهم.
... وبعض الاجوبة الشافية
كذلك، قدّمت الاختصاصية النفسية الاجوبة الشافية عن أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن الاهل حول علاقة الأخوات، وقد تلخّصت بالأسئلة الآتية:
• أ - ما هي المراحل الأساسية في تطوّر علاقة الأخوات؟
إختصرت فايان في كتابها «بين الأخوات» مراحل تطوّر علاقة الأخوات بأربع أساسية وهي: أوّلاً تمرّ الأخوات بمرحلة «أوديب»، التي تتجلّى بإتخاذ مواقف مختلفة تجاه والدهم ووالدتهم، ومحاولة التشبه بمن يجدونه الامثل، فتلعب إحداهما دور الامّ فيما تلعب الثانية دور الأب.
ومن ثمّ تمرّ علاقتهما بمرحلة البلوغ، فإما تنفصلان عن بعضهما وتشعران بالكره والحقد، وإما تبقيان متّصلتين ومنسجمتين. أمّا المرحلة الثالثة فتكمن في زواج كلّ منهما وتأسيسهما عائلة وحياة جديدة، وفي هذه المرحلة إما تبتعدان أكثر فأكثر عن بعضهما أو تبقيان متّحدتين. لتعودا فتجتمعان في المرحلة الرابعة الاكثر صدقاً لهما، وهي مرحلة الشيخوخة.
• ب- لماذا يقال بأنّ العلاقة التي تربط الأخوات هي عاطفية؟
ردّاً على هذا السؤال، أجابت الاختصاصية النفسية أنّ ثمّة شقيقات لا يبالين بشقيقاتهنّ، خصوصاً إذا كان فارق السنّ بينهنّ كبيراً جدّاً، أو إذا واجهن بعض الخلافات والمشاكل الحادّة. ولكن إجمالاً، تتشارك الأخوات الطفولة ذاتها ويملكن الذكريات ذاتها، ويتعلّمن ويكبرن وينضجن سوياً ولكن في الوقت عينه تحافظ كل منهن على شخصيّتها المستقلّة. وبإختصار تقول فايان «الاخت هي جزء من الطفولة وجزء من الذات، وذلك هو سبب العلاقة العاطفية التي تجمع بين الأخوات».
• ج- لماذا تجتاح علاقة الأخوات مشاعر متضاربة؟
في هذا السياق، أقرّت الإختصاصية النفسية أنّ المشاعر بين الاخوات غالباً ما تكون متضاربة تتراوح بين اللامبالاة والشغف. وقد أقرّت فايان أنّها واجهت الكثير من المشاكل في الحصول على المعلومات أثناء تحضيرها لكتابها، ذلك انّ معظم الابحاث تتطرّق الى علاقة الأشقاء ببعضهم البعض وليس الشقيقات. وقد لاحظت أنّ سرّ العلاقة المتضاربة بين الشقيقات يعود الى محاولة تشبههن بأمّهن، وبالتالي يتشاركن الانوثة التي لا تكون دائماً جميلة بل تكون أحياناً بغيضة
الأكثر قراءة