12 سنة عُبوديّة في 134 دقيقة
جوزفين عزيزي
Thursday, 05-Dec-2013 00:13
قبل نزوله الى صالات السينما في بيروت، شاهد عدد من اللبنانيين فيلم «12 Years a Slave»، في إطار محطة سنوية تنظّمها حركة الشبيبة الأورثوذكسية ويعود رَيعها لمساعدة المحتاجين إجتماعياً أو طبياً.
"12 Years a Slave"، فيلم تاريخي مقتبس عن قصة حقيقية أرّخها كتاب سيرة ذاتيّة يحمل العنوان نفسه، تدور أحداثه في الولايات المتحدة الأميركية في منتصف القرن التاسع عشر، في حقبة كانت العبوديّة فيها مستشرية وتجارة الرقيق في أوجها. يروي الفيلم قصة سولومون نورثوب (شيواتيل ايجيوفور)، عازف الكمان الحرّ ذو البشرة السمراء، والذي تمّ الإيقاع به واختطافه بعدما أُشرِبَ الخمر حتى الثمالة، ليُباع عبداً لأحد تجّار الرقيق.
ومنذ ذلك اليوم انقلبت حياة سولومون رأساً على عقب، وبدأ طريق الجلجلة الذي استمرّ 12 عاماً. ومن خلال يومياته، يسلّط الفيلم الضوء على معاناة "العبيد" في تلك الحقبة، والضريبة الغالية التي دفعوها فقط لأنّ لون بشرتهم داكن. أسماؤهم الحقيقية غير مهمة طالما أنّ "السيّد" يعتبرهم سلعة تُشرى وتباع، يشقون في العمل قبل بزوغ الفجر، غير أن التعب ممنوع والسوط جاهز لمعاقبة كلّ مقصّر، بغضّ النظر عمّا اذا كان كهلاً أو فتى أو حتى سيّدة.
وهنا كان المُشاهد يرتعش ألماً مع كل جلدة توجّه الى العبد فقط لأنّ سيّده أراد ان يَستلِذّ بضربه، أو لأنه تجرّأ ونطق شيئاً لم يعجب "السيّدة"، هذا ناهيك عن الاعدامات غير المبررة، والتي اعتبرها البعض خلاصاً، إذ إنها بالنسبة اليهم راحة أبدية من الذلّ الذي يتعرضون له.
كان سولومون محظوطاً أكثر من سواه، فعلى رغم ما خطّته السياط على جسده طوال 12 عاماً، انتهت معاناته بعدما التقى في منزل سيّده رجلاً كندياً مناهضاً لفكرة العبوديّة يدعى باس (براد بيت)، والذي ساعده على استعادة حريته عبر إثبات هويته الأصلية.
الفيلم إنتاج مشترك اميركي بريطاني أخرجه ستيف ماكوين، بدأ عرضه في الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول الماضي لمدة محدودة. كما تلقّى إشادة عالمية من النقّاد والمحترفين في مجال السينما، ما أكسبه شهرة عالمية قبل طرحه على شبابيك التذاكر حول العالم.
ولعلّ أكثر ما أبهرَ كلّ مَن شاهد الفيلم كان أداء الممثلين الرائع، وخصوصاً البطل، إضافة الى براعة المخرج وفريق المونتاج، لأنّ المُشاهِد يبقى مسمّراً لمدة 134 دقيقة من دون أن يشعر بمرور الوقت.
وفي ظل كل هذا المديح، ظهرت بعض الأبواق التي انتقدت المَشاهِد العنيفة في الفيلم، خصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي، معتبرة أنّ في الأمر بعض المبالغة. غير أن الردّ جاء مِن صُنّاع الفيلم، وبينهم براد بيت المُشارك بإنتاجه، الذين أسِفوا لأنّ الأميركيين لا يحبون عادة أن تصدمهم الحقيقة أو تجرحهم، معتبرين أنّ الواقع كان أشدّ مرارة وقساوة ممّا أظهروه في الفيلم.
ربما كان سولومون في القرن التاسع عشر عبداً بالجسد لكنّه جاهدَ ليتحرر. أمّا الكثيرون اليوم في القرن الواحد والعشرين فأحرار جسدياً لكنهم مُستعبدون فكرياً، والأسوأ أنهم سعيدون بهذه العبودية... فهل مِن أمل بالتحرّر؟
"12 Years a Slave"، فيلم تاريخي مقتبس عن قصة حقيقية أرّخها كتاب سيرة ذاتيّة يحمل العنوان نفسه، تدور أحداثه في الولايات المتحدة الأميركية في منتصف القرن التاسع عشر، في حقبة كانت العبوديّة فيها مستشرية وتجارة الرقيق في أوجها. يروي الفيلم قصة سولومون نورثوب (شيواتيل ايجيوفور)، عازف الكمان الحرّ ذو البشرة السمراء، والذي تمّ الإيقاع به واختطافه بعدما أُشرِبَ الخمر حتى الثمالة، ليُباع عبداً لأحد تجّار الرقيق.
ومنذ ذلك اليوم انقلبت حياة سولومون رأساً على عقب، وبدأ طريق الجلجلة الذي استمرّ 12 عاماً. ومن خلال يومياته، يسلّط الفيلم الضوء على معاناة "العبيد" في تلك الحقبة، والضريبة الغالية التي دفعوها فقط لأنّ لون بشرتهم داكن. أسماؤهم الحقيقية غير مهمة طالما أنّ "السيّد" يعتبرهم سلعة تُشرى وتباع، يشقون في العمل قبل بزوغ الفجر، غير أن التعب ممنوع والسوط جاهز لمعاقبة كلّ مقصّر، بغضّ النظر عمّا اذا كان كهلاً أو فتى أو حتى سيّدة.
وهنا كان المُشاهد يرتعش ألماً مع كل جلدة توجّه الى العبد فقط لأنّ سيّده أراد ان يَستلِذّ بضربه، أو لأنه تجرّأ ونطق شيئاً لم يعجب "السيّدة"، هذا ناهيك عن الاعدامات غير المبررة، والتي اعتبرها البعض خلاصاً، إذ إنها بالنسبة اليهم راحة أبدية من الذلّ الذي يتعرضون له.
كان سولومون محظوطاً أكثر من سواه، فعلى رغم ما خطّته السياط على جسده طوال 12 عاماً، انتهت معاناته بعدما التقى في منزل سيّده رجلاً كندياً مناهضاً لفكرة العبوديّة يدعى باس (براد بيت)، والذي ساعده على استعادة حريته عبر إثبات هويته الأصلية.
الفيلم إنتاج مشترك اميركي بريطاني أخرجه ستيف ماكوين، بدأ عرضه في الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول الماضي لمدة محدودة. كما تلقّى إشادة عالمية من النقّاد والمحترفين في مجال السينما، ما أكسبه شهرة عالمية قبل طرحه على شبابيك التذاكر حول العالم.
ولعلّ أكثر ما أبهرَ كلّ مَن شاهد الفيلم كان أداء الممثلين الرائع، وخصوصاً البطل، إضافة الى براعة المخرج وفريق المونتاج، لأنّ المُشاهِد يبقى مسمّراً لمدة 134 دقيقة من دون أن يشعر بمرور الوقت.
وفي ظل كل هذا المديح، ظهرت بعض الأبواق التي انتقدت المَشاهِد العنيفة في الفيلم، خصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي، معتبرة أنّ في الأمر بعض المبالغة. غير أن الردّ جاء مِن صُنّاع الفيلم، وبينهم براد بيت المُشارك بإنتاجه، الذين أسِفوا لأنّ الأميركيين لا يحبون عادة أن تصدمهم الحقيقة أو تجرحهم، معتبرين أنّ الواقع كان أشدّ مرارة وقساوة ممّا أظهروه في الفيلم.
ربما كان سولومون في القرن التاسع عشر عبداً بالجسد لكنّه جاهدَ ليتحرر. أمّا الكثيرون اليوم في القرن الواحد والعشرين فأحرار جسدياً لكنهم مُستعبدون فكرياً، والأسوأ أنهم سعيدون بهذه العبودية... فهل مِن أمل بالتحرّر؟
الأكثر قراءة