‎“خُلاصة "الجمهورية
‎“خُلاصة "الجمهورية
Saturday, 26-Apr-2025 20:57

ودّع العالم البابا فرنسيس في مراسم مهيبة شهدتها ساحة بازيليك القديس بطرس في روما، حيث احتشدت حشود كبيرة منذ فجر السبت. وقد شارك في الجنازة مجموعة واسعة من قادة الدول والحكومات والملوك، من بينهم الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، اللذان انضما إلى نحو 170 قائداً وزعيماً دولياً حضروا لتقديم العزاء.

استُقبل نعش البابا بالتصفيق الحار لدى نقله إلى الساحة، وقبيل بدء الجنازة قرعت أجراس بازيليك القديس بطرس حزناً. ترأس الجنازة عميد مجمع الكرادلة الإيطالي جوفاني باتيستا ري، الذي ألقى عظة مؤثرة أشار فيها إلى أن البابا كان قريباً من الناس بقلب مفتوح للجميع، وأنه عمل طوال حياته على كسر الحواجز وتعزيز الحوار بين الأديان، مستذكراً توقيعه الوثيقة التاريخية مع المسلمين في دولة الإمارات. وأوضح أن البابا لطالما طلب من المؤمنين أن يصلوا له، واليوم يطلبون هم منه أن يصلي لأجلهم.

وقد حضر مئات من عناصر الأمن الذين انتشروا بكثافة في ساحة القديس بطرس ومحيطها، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة شملت حظر الطيران ونشر وحدات مضادة للطائرات المسيرة. كما نُصبت شاشات عملاقة على طول طريق فيا ديلا كونسيلياتزيوني لتمكين الحشود من متابعة المراسم، ووُضعت آلاف الكراسي لاستقبال الكرادلة والأساقفة والكهنة وممثلي الديانات الأخرى.

رافقت الجنازة مشاعر تأثر عميقة عبّر عنها الحاضرون، بينهم الراهبة جيمس ماري التي قالت إنها سهرت طوال الليل لتوديع البابا، والإسبانية ماريا فييرو التي تحدثت عن انتظارها طوال الليل لمرافقته في لحظاته الأخيرة. وعبّر مشاركون من أنحاء العالم عن حزنهم العميق لفقدان “بابا الفقراء”، من بينهم جان روجيه موغينغي القادم من الغابون، وكايتي هيبنر رونكالي، المدرسة الأميركية من ولاية إنديانا.

وقد تقرر بعد انتهاء القداس نقل نعش البابا إلى بازيليك سانتا ماريا ماجوري، التي اختارها البابا كمثواه الأخير. وسيحمل قبره الرخامي الصغير قرب المذبح كلمة واحدة: “فرانسيسكوس”، اسمه باللاتيني. وبعد انتهاء الجنازة، تتجه الأنظار إلى مجمع الكرادلة، حيث سيبدأ 135 كاردينالاً في سن الانتخاب جلسات مغلقة لاختيار خليفة للبابا فرنسيس.

في موازاة مراسم الفاتيكان، تستمر الطقوس الدينية على روح البابا في أماكن عديدة من العالم، منها قداس كبير في الهواء الطلق في بوينوس آيرس مسقط رأس البابا في العام 1936.

على هامش الجنازة، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل كاتدرائية القديس بطرس، حيث عقدا اجتماعاً سرياً دام 15 دقيقة، وصفه البيت الأبيض بأنه “مثمر للغاية”، بينما اعتبره زيلينسكي “رمزياً للغاية”. ويأتي الاجتماع بعد تصريحات لترامب تحدث فيها عن اقتراب روسيا وأوكرانيا من التوصل إلى اتفاق سلام، مما أثار تساؤلات حول مستقبل المفاوضات بين كييف وموسكو.

وفي تطور ميداني آخر، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات المسلحة الروسية بتحرير مقاطعة كورسك بالكامل من مسلحي كييف، مشدداً على أن هذا النصر سيسرّع هزيمة “النظام النازي الجديد” في أوكرانيا، وفق ما نقلته وكالة “روسيا اليوم”.

في سياق منفصل، أكدت حركة حماس عبر مستشارها الإعلامي طاهر النونو استعدادها للبحث في هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة، في إطار المفاوضات الجارية في القاهرة، لكنها شددت على رفضها القاطع لإلقاء سلاحها. وتأمل حماس بالتوصل إلى اتفاق يشمل إنهاء الحرب، إعادة إعمار غزة، وتحرير المعتقلين والرهائن.

على صعيد آخر، شهد ميناء “الشهيد رجائي” في مدينة بندر عباس جنوبي إيران انفجاراً كبيراً أعقبه سلسلة انفجارات، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة أكثر من 560 آخرين. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في جميع مستشفيات المدينة، فيما أرجعت لجنة إدارة الأزمات السبب إلى انفجار عدة حاويات مخزنة بالميناء، مستبعدة وجود صلة بين الحادث ومنشآت الطاقة أو أنابيب النفط. وقد أمر نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف بفتح تحقيق فوري في الحادث.

أما على المستوى الاقتصادي، فقد اختتم الوفد اللبناني برئاسة وزير المالية ياسين جابر مشاركته في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، حيث ناقش مع مسؤولي الهيئات الدولية سبل تمويل مشاريع التعافي وإعادة الإعمار عبر مشروع LEAP. وأكد جابر التزام الحكومة اللبنانية بمسار الإصلاح الاقتصادي والمؤسسي، مشيراً إلى الفرصة التاريخية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي. وشكر المجتمع الدولي لدعمه، خصوصاً خلال الأزمات التي مرت بها البلاد، من الانهيار المالي، إلى جائحة كورونا، إلى انفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي تسببت بسقوط أكثر من 10 آلاف قتيل ونزوح 1.2 مليون شخص.

وأكد جابر أن الحكومة الجديدة أطلقت إصلاحات عدة شملت الموازنة العامة وقوانين السرية المصرفية والضرائب والحوكمة، وتسعى إلى إعادة هيكلة القطاع المالي وإصلاح مصرف لبنان. ولفت إلى أن البلاد بحاجة إلى 11 مليار دولار للتعافي، داعياً إلى دعم برنامج LEAP وتوسيع الدعم للجيش اللبناني، معتبراً أن “النمو بقيادة القطاع الخاص هو مستقبل لبنان”.

theme::common.loader_icon